facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المسار الملكي واليوبيل الفضي


د. محمد العزة
10-06-2024 07:16 AM

خمسة وعشرون عاماً على الملكية الأردنية الهاشمية الرابعة بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، يحتفل بها الاردنيون اليوم بكل مشاعر الاعتزاز والافتخار، متوجة بأعز شعار، شعار اليوبيل الفضي، ذلك اليوبيل الذي كان شاهدا على مسار ملكي خطه ملك شاب هاشمي، قضى اولى فترات حياته بين رفاق السلاح كجندي من أبناء جيشنا العربي المصطفوي، القوات المسلحة الأردنية، فصار خبيرا في ميادينها وساحات تدريبها، وضبطها وربطها ونظامها وقساوة عيشها وصرامة أوامرها ودقة مواعيدها، الأمر الذي جعل هذه الحياة تسهم في صقل شخصية ذلك الأمير الشاب الملكي وكأنه أمر هيأه له الله، ليعينه بها عند توليه مسؤولية الحكم والانتقال من ميادين العسكرية إلى سدة العرش وميادين الحياة السياسية، التي لم يوفر لها جهدا والا بذله في سبيل الغور في أسبارها وكشف أسرارها وفهم استراتيجياتها وتقلب حالاتها وتقدير توازناتها، في سبيل خدمة الدولة الاردنية، فلانت له عصا السياسة وترجمت عبر إقامة علاقات دبلوماسية واسعة النطاق حافظت على إرث الاردن السياسي العظيم كمركز للاعتدال والتسامح والسلام، فكانت ولا زالت رسالة عمان كنص يحث على التسامح والتعايش والحوار، وإشارة طمأنينة إلى العالم ودول الجوار بأننا على عهد الاوائل سائرون، ولسيرتهم حافظون، وعلى إنجازاتهم محافظون مجددون، فشهد الاردن مرحلة جديدة في التنمية والبناء والنهضة العمرانية والبنية التحتية والمدارس والجامعات والمستشفيات وشق الطرقات وشبكات الاتصالات وتطوير الأنظمة والقوانين والتعليمات، بل تم تعديل بعض بنود الدستور كمقتضى لبى متطلبات الدولة والكثير من مظاهر المدنية والحداثة وادوات الديمقراطية التي جاءت وفق رؤية ملكية شاملة نحو الشأن الداخلي فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي والسياسي والإداري في الأردن، لدفع التنمية الاقتصادية، والبشرية وتأهيل الكوادر الوطنية بهدف الحفاظ على وجود طبقة وسطى قوية مستقرة تعتبر أحد عناصر التنمية الاجتماعية، وأحد أهم روافع المشاركة في الحياة السياسية وتطورها، والتي هي الأقدر على تشكيل منظمات المجتمع المدني القادرة على القيام بواجبها بمراقبة الحكومات وتقويم أدائها ومحاسبتها وبالتالي وضعها تحت ضغط الرأي العام لجعلها أكثر شفافية.

جملة هذه الإنجازات جعلت الوطن الاردني العظيم مضربا للمثل ومدعاة للفخر ورمزا لواحة الأمن والاستقرار في محيط عربي إقليمي لم يهدأ، وهنا جوهر هذا المقال، نعم لم يكن ذلك المسار الملكي معبدا ممهدا وافرا وارفا مرفها كما تجري العادة عند دول الملكيات، بل كان مسارا صعبا واجهته حرب الخليج الثانية وحساباتها الجيوسياسية وآثارها الاقتصادية السلبية وصعود الجناح اليميني المتطرف الصهيوني، وظهور التيار الإرهابي الظلامي الذي ارتكب جريمة نكراء بإعلان مسؤوليته عن تفجيرات عمان، هؤلاء خوارج العصر الجدد، آفة العصر ومتحورات الفكر، الذين كانوا يتحينون وينتظرون الفرصة لإضعاف هذا البنيان وهدم أركانه فتارة كانوا على شكل قتلة للانسانية والنفس البشرية وتارة على شكل ائمة مصادر فتوة نصبوا أنفسهم آلهة على الناس، مارسوا سلطاتهم وزاد نفوذهم إبان فترة الربيع العربي الاسود التي كشفت نواياهم ومخططاتهم التي نجحوا وللاسف في تطبيق بعضها فخسرنا بغداد الرشيد وتونس الخضراء وليبيا بدوية الصحراء ودمشق بردى والياسمينة العذراء وغيرها من الأحداث التي كانت تخدم المشروع الصهيوني الذي عرف بالشرق الأوسط الجديد، الذي لم يجدوا طريقا لانفاذه الا بالنار والحديد، كل هذه الأحداث على طريق ذلك المسار جعلت من هذا الملك الشاب الذي شاب شعره ولكن لم تفتر قوته وعزيمته بأن يجعل الاردن في أولى أولوياته وبأن يكون الاردن أولا على رأس قائمة أعماله، فحمل الملف السياسي الخارجي على عاتقه ليعيد ترتيب تلك الفوضى التي أحدثتها تلك القوى الغاشمة وليعيد للمنطقة صورتها وأهميتها وقيمتها وقيمها التي عرفت عنها.

عين الله التي لا تنام سخرت لهذا الوطن أعينا تحرسه نذرت نفسها لحمايته ورعايته، فكان ما شهدناه ونشهده اليوم من ثبات على المواقف ازاء الملف السياسي الخارجي وعلى رأسه القضية الفلسطينية، ومن إطلاق لمرحلة التحديث السياسي وقوانين الأحزاب وفتح الأبواب أمام جميع القوى الوطنية الأردنية السياسية والانخراط في منظومة التغير والاستدارة للشأن الاردني وترتيب البيت الداخلي لتجاوز الأخطاء وتبادل البرامج والاراء والتنسيق ما بينها في تشكيل حكومات برلمانية مستقبلية قادرة على ترسيخ مفهوم ممارسة المواطنة وربطها بالهوية الوطنية، وإيجاد صيغة سياسية اقتصادية اجتماعية ديمقراطية تجمع ما بين افضل ما في الاشتراكية والرأسمالية أو ما يعرف اليوم بالديمقراطية الاجتماعية التي أصبحت نظرية أممية لما فيها من ميزات توازن بين الحقوق والواجبات وما بين حقوق الدولة وحقوق الذات والحفاظ على مستوى معيشة الطبقات ومنع حدوث الفجوات فيما بينها.

أبناء شعبنا الأردني العظيم كل عام والأردن بألف خير، ويوبيلا فضيا وعلى عهد مسار ملكي ذهبي قوي مدني ديمقراطي دستوري، هل نستطيع؟، نعم نستطيع..

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :