facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة التجهيل


07-08-2007 03:00 AM

قبل أيام ، قمت بجولة على مكتبات وأكشاك وأرصفة مدينة عمان بحثا عن كتاب معين ... فشاهدت كتباً " ذات طباعة فاخرة ومزينة بأغلفة ملونة وجذابة . وهي ينطبق عليها المثل القائل (( من برا رخام ومن جوا صخام).
وكانت العناوين هي الأخرى من مستوى خمس نجوم .... مثل (( مفتاح الكنوز ، وتسخير الجان )) و ((آداب دخول الحمام )) أو (( كيف تعاشرها )) و (( ليلة العمر )) و (( برجك اليوم )) و (( شهرزاد )) و (( النهضة )) و (( زهرة الخليج )).‏ طبعا " باستثناء بعض الجرائد والمجلات التي أعرفها. وجدت أن أكثر من 90% من تلك الكتب والمجلات تتعلق بالجنس بالدرجة الأولى ، وتأتي بعد ذلك بنسب متفاوتة اهتمامات العرب الأخرى ، كالسحر والشعوذة ، والطبخ ، وأزياء النساء ، وأدوات العطور والتجميل ،... الخ .‏
هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على شيوع ( ثقافة التجهيل ) والإفلاس الفكري - ( ثقافة الفكر الإيديولوجي ) وفكرة المؤمراة - والعولمة التي أرادتها لنا أمريكا والغرب والصهيونية ... للوصول إلى جيل مهمش لايبحث سوى عن الجنس ، والطعام الدسم ، والكاسيات وأشرطة ال(CD ) الخلاعية والأغاني التافهة ، والخرافات.‏
وأثناء جولتي قفزت إلى ذهني حزمة من التساؤلات منها :‏
- من أين يبدأ التمثيل الحقيقي للابداع الفكري وأنوار العقل ...؟ وكيف يمكن لنا قتل فيروس الماضي الذ ي ينخر في جسم الإنسان العربي ؟‏
- وكيف يمكن لنا أن نتخلص من الفكر ( الإيديولوجي ) وفكرة المؤمراة ، ومتى سيكون ( الجنس ) أمراً طبيعياً والمرأة مخلوقة من البشر شريكة للرجل ؟ متى سيكون ذلك طبيعياً " في نظر الإنسان العربي ، ومتى سنفصح عن جذوات يقيننا ، الإبداعية والفكرية المترسبة في وجداننا وعقولنا ؟ ومتى سنفصح عن نية الإنجاز لجميع طموحاتنا ومشاريعنا الثقافية المتعثرة بين هذا الركام الهائل من السخافات والنزوات والخلافات والشهوات ؟‏
تلك هي بعض التساؤلات التي بدت تلح علي و أنا أجوب الأماكن بحثاً " عن كتاب مفيد ، وقبل أن أغادر أخذت أقلب احدى المجلات الخالية تماماً من أية متعة ، عدا متعة الجسد التي تلهي أكثر مما تمتع ، نعم إنها تحوي أشكال وألوان الصور الفاتنة والآسرة والمتردية والنطيحة ، جمال آسر ، وانفتاح سافر ، إلا أنها أصبحت مجرد سلعة لا أكثر . ومايهم هنا أنه لايوجد فرق بين تلك المجلات التي صدرت اليوم قبل خمس سنوات ، فجميعها تبحر في نفس الاتجاه ، ولاجدير يذكر ، فقط إعلانات تجارية لمختلف الأصناف من (( أحمر الشفاه )) (( إلى الساعة )) التي تزن ربع طن ، إلى (( المسكنات )) و((المدهنات )) و(المرطبات )) و(( المسمنات )) و (( المنحفات )) و.....‏
وأثناء وقوفي عند احد أكشاك الكتب, توقفت امرأة أجنبية برهة تنظر في العناوين المعروضة أمامها ، سارع ذلك البائع إلى أخذ أكثر العناوين إثارة ( للجنس ) وأعطاه لتلك المرأة الأجنبية . والتي صادف أنها تقرأ العربية بطلاقة ، وما إن قرأت ذلك العنوان الفاضح انفجرت ضحكاً " فيه من البراءة والشفقة مايكفي لاستعياب مجلدات بكاملها ، تلك السيدة قرأت - طبعاً " مع قراءتها للعنوان ، طريقة تفكيرنا وماهي عليه اهتماماتنا )) ، وهذا الموقف أضحك الجميع واضحك الضحك ذاته من سذاجة بعضنا ومدى حدود تفكيرنا .‏





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :