facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زمن حماة ولّى!


سليمان القبيلات
28-04-2011 11:43 PM

من شابه أباه فما ظلم!! هل ينطبق هذا القول على الرئيس بشار الاسد ؟

انه تشابه ضحية زمنين وعصرين مختلفين لا يميلان لصالح الابن . الاب نجح في ذبح الحزينة حماة قبل ثلاثين عاما فجعلها حلما مرعبا للحالمين بالخلاص. اما الابن المثقل بجيل الانترنت والموبايل فان حظوظه في حماة ثانية لا تبدو مبشرة، لكن السؤال المطل اليوم يظل يتمحور عما اذا كانت ستنجح حماة الثانية ومن ثم وأد الانتفاضة في مدنها التي يجري قتلها واغتصابها واحدة تلو اخرى.

النظام يتصرف وكأن الزمن تجمد عند حماة، اذ ما تزال بوصلة المستبد "الاكبر" هي مرشد النظام. جرت مياه كثيرة ولم يفهم الوريث ما استجد من متغيرات بنيوية كانت السياسات المعتمدة سببا في إحداثها، إن على صعيد رد فعل الشارع أو مدى وحشية النظام.

حدثت متغيرات لم يكتشف النظام خطورتها، فظل يراكم مزيدا من أسباب الثورة، حتى جاء رد السوريين قاطعا مع ظروف حماة التي لم يتخلص النظام من عقليتها.

ولا يبدو أن سيل الأكاذيب عن المخطط الخارجي، والسلفية، واستهداف "حصن الممانعة" قد تجدي نفعا في تجنيبه مصير سابقيه في تونس ومصر، فاستمر خنق الحريات، وأصبح فاسدا أكثر مما يحتمل الناس، وتحولت الدولة الأمنية التي بناها حافظ الأسد إلى تحالف بين طغمة فاسدة ماليا وأجهزة قمع منفلتة.

بكلمة، أطاح الرئيس بشار وفريقه ببنية دولة الأب الراحل فأطلقوا العنان لتغوّل الأقارب والمحاسيب في سرقة الدولة ومؤسساتها، وصارت سلطة "الممانعة" مضرب مثل في الفساد والإفساد الذي نسل سلوك الرشوة كسرطان.

النظام استتب في قبضة الامن بعد غياب رأسه، ومجيء شاب لا يبدو انه يختلف عن أبيه في قمع اي احتجاج، فسوريا منذ 1970 مجرد " مُلك" أو "متاع" تصرف به رأس النظام وزمرته كما يحلو لهم.

في غزوة درعا، لا يبدو أن النظام في دمشق يأبه بردود الفعل، على "بلطجة" تمارسها قواته، وكأنه يقول للغرب: لا بديل عني يؤتمن على حماية هدوء "جبهة" الجولان مع غاليتكم اسرائيل.
سعيا لضرب الانتفاضة وإجهاضها يستفرد النظام بدرعا ودوما، وغدا ببانياس وحمص فاللاذقية ودير الزور والقامشلي والبو كمال، الى آخر قائمة مدن الانتفاضة وبلداتها.

ما تؤكده الأيام أن السوريين لن يصمتوا على ضيم يلحق بهم منذ أربعة عقود، كانت خلالها بلادهم مستباحة لنهب لصوصي لا يتوقف، بينما يرسف الشعب في أغلال الفاقة والكد المتواصل.

ف "الممانعة" المزعومة لم تُعِدْ وطنا سليبا، ولم تنقذه من وهدة الحاجة، فضلا عن مصادرة الحريات، أمّا اللصوصية فصارت نهجا متفشيا في الإدارة، التي لا تمرر معاملة مخلوق إلا بدفع رشوة تتناسب ومستويات الموظفين القائمين على الأمر.

صار السوري في ظل هذه الأوضاع بلا كرامة، وهو الذي صبر صبْر أيوب على سلطة كان يمني النفس أن تقدم على إصلاح رفعت شعاراته طويلا فلم يجد إلا الخيبة.

صار السوري لاهثا بلا أُفق وراء حل يهبط من السماء، حتى اكتشف أن أشقاءه وشركاءه في الهم وجدوا ضالتهم في الثورة، فقرر بلا تردد أن يتخلص من واقعه المؤلم، حتى كانت شرارة البدء من درعا المنكوبة بالذبح وحيف صاحب الأمر.

لا يبدو أن حلم الخلاص الذي دفع السوريون أكلافا غالية من اجله سيتوقف، ولا يبدو أن نظاما مستبدا بلطجيا سيكف عن مهاراته التي يتقنها في القتل والسحل، والدجل. إنها معركة كسر عظم بين عبودية للصوص وحرية يستحقها شعب مصمم على انتزاعها مهما غلت الأثمان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :