facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لهذا جنحت حماس للتصالح


نشأت الحلبي
30-04-2011 04:17 PM

لم تكن موافقة حماس على التوافق الفلسطيني كمقدمة للمصالحة بشكل نهائي، مفاجئة كما إعتقد كثيرون، لكن لا بد من محاولة تفكيك اللغز وراء "العصا السحرية" التي دفعت بحماس الى التوقيع أخيرا على الورقة المصرية التي صيغت أساسا في العام 2009 وكانت الحركة ترفضها بشكل دائم.
كثير من المحللين خلصوا الى أن الثورات العربية والتغيرات التي تشهدها المنطقة بشكل عام، كانت السر الحقيقي الكامن وراء تغير موقف حماس، وهذا لا شك واحد من الأسباب الهامة التي دفعت بالحركة الى العودة عن الرفض، ويندرج في هذا السياق الضغط الشعبي الفلسطيني الذي تمثل بخروج تظاهرات في غزة على وجه الخصوص طالبت بإنهاء الإنقسام الفلسطيني كمقدمة لإنهاء الإحتلال، ولا يخفى على أحد بأن حماس حاولت قمع تلك الإحتجاجات لكنها لم تتمكن من "تغليظ" العصا خوفا من تمدد الغضب الفلسطيني بشكل أكبر.
وإن كنا لا نختلف على ذلك كسبب في تغير موقف حماس، لكن لا بد من نظرة أكثر عمقا الى حسابات حماس كتنظيم له إمتدادته وتحالفاته السياسية في المنطقة والعالم، أما في المنطقة، فإن الحركة قد قرأت التحولات على محمل من الخطورة وإختارت الإنكفاء الى الداخل الفلسطيني كخيار أخير إذا ما طالت ترددات تلك التحولات بعض من الحلفاء المهمين والذين يشكلون لها شريانا مهما من أجل البقاء، سواء من ناحية الموقف السياسي او اللوجستي، فتلك الترددات وصلت على وجه الخصوص الى الحليف الاقوى في دمشق والذي بات يكابد في مواجهة الإحتجاجات الداخلية التي علا سقفها ووصل حد المطالبة بإسقاط النظام، وهذا لا شك مثل هزة عميقة للنظام السوري الذي لم يجد بدا من مقاربة "القمع" كحل لإخماد تلك الإحتجاجات التي بدأت تكبر كما كرة الثلج "جمعة بعد جمعة" الى أن تحولت الى يوميات تشابه في تفاصيلها ثورات مصر وتونس واليمن.
وفيما يعتبر إنجاز الإتفاق الفلسطيني – الفلسطيني على طريق المصالحة النهائية أول إنتصار للدبلوماسية المصرية بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان يرعى الحوار الفلسطيني، فإن التغير على الجانب المصري كان ولا بد واحدا من أسباب دفع حماس الى الموافقة لكنه ليس عاملا مؤثرا على القرار الحماسي كما هو العامل السوري، فدمشق تحتضن زعماء الحركة وتقدم للتنظيم الدعم السياسي الأقوى، لكن كان لا بد من إثبات نوايا حسنة بكل الأحوال للجار المصري "الجديد" بكل المقاييس السياسية خاصة وأن زخم القضية الفلسطينية قد تراجع عربيا بعد أن خطفت حركات الإحتجاج العربية الضوء وهو ما أثر بالتالي على المواقف الدولية التي لم تعد تعر إهتماما للقضية الفلسطينية برمتها بعد أن صبت تركيزها على الحراك العربي وهذا واضح بشكل كبير في المسألة الليبية على وجه التحديد.
الموقف الدولي هذا ينسحب ايضا على الموقف العربي، ففي حين باتت كثير من الدول العربية تصب إهتمامها على الداخل وترقب أي حراك قد تطاله عدوى "الثورات"، فإن دول أخرى، لا سيما دول مجلس التعاون العربي، بدأت تهتم بما يدور في عقر دارها أو على اطرافها، ولعل أحداث البحرين وما يجري في اليمن كان المثال الواضح على الإتجاه الذي سارت اليه البوصلة الخليجية.
وإذا ما وسعنا المشهد قليلا، وبالتحديد الى طهران التي تعد واحدا من الحلفاء الهامين لحركة حماس، فإن إيران نفسها دخلت في معركة مختلفة بعد أن تواجهت مع الخليج، وما زالت، على خلفية أحداث البحرين، ومن باب "أولى لك فأولى"، فقد صب الإيرانيون جل إهتمامهم على "ابناء الطائفة" في إيران وباتت قضية حماس في غزة في آخر الإهتمامات.
في المحصلة، كان لا بد من حماس أن تخطو خطوة هامة حتى لا تضيع في تفاصيل المشهد المتشابك والمتداخل، وتلك خطوة سياسية كانت "ناجحة" بإمتياز لتجنح، والآن، الى التصالح حتى تضمن البقاء.

Nashat2000@hotmail.com





  • 1 راكان 30-04-2011 | 05:20 PM

    تحليل اكثر من رائع , يرجى الكتابه بهذا الوضوح والرزانة الادبية والتي نرجو ان تكون مثالآ للكتاب في توصيل الخبر والتحليل والمعلومة بهذه الشفافية والسهولة , وفقك الله والى المزيد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :