facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أكثر من صدمة


د. حسن البراري
08-05-2011 03:55 AM


التحليل السائد في الغرب- وفي واشنطن على وجه التحديد- أنه بمقتل أسامة بن لادن لم يبق أمام تنظيم القاعدة إلا فترة زمنية محدودة ويختفي، ومع ذلك تأخذ الإدارة الأميركية تهديدات ووعيد القاعدة على محمل الجد لأنه يتوقع أن يكون هناك عمليات انتقامية في قادم الأيام. النظرية الغربية تربط بين وجود أسامة بن لادن على قيد الحياة واستمرار التنظيم.

غير أن الخبير البارز في الحركات الإسلامية والباحث في مركز الأهرام ضياء رشوان يقول أن القضية أكثر تعقيدا مما ذهب إليه المحللون في الغرب، فبرأيه سيتلاشى تنظيم القاعدة الذي دخل مرحلة الأفول منذ أشهر ليس بسبب غياب بن لادن وإنما بسبب الثورات العربية التي قدمت إنموذجا للتغيير في المنطقة العربية بعيدا عن الجهاد المسلح. فالتغيير السلمي كما حدث في مصر وفي تونس أثبت أنه أكثر نجاعة من العمل المسلح الذي فشل في إحداث أي تغيير بل هزم كما هزم في مصر في السابق.

بمعنى أن أتباع تنظيم القاعدة يعانون من صدمتين: مقتل زعيمهم وبالتالي تراجع الروح المعنوية لهذا التنظيم، والثانية تتعلق بنجاح التغييرات السلمية ما يعني أن نظريتهم في التغيير فاشلة ولم تأخذها الجماهير العربية- التي كانت تغازلها القاعدة- على محمل الجد وهذا يعزز نظرية أن التنظيم سينتهي بعد فترة قصيرة. ما من شك أن الشارع العربي بات يائسا من التغيير الذي يأتي بعمل مسلح، فقد توصل الشارع إلى نتيجة أن أفضل وسيلة للقضاء على الاستبداد والإقصاء السياسي والاستئثار بالسلطة هي بالنزول للشارع والتظاهر سلميا حتى تكتسب المظاهرات زخما شعبيا لا راد له، فالحلول الأمنية التي تستعملها كل من ليبيا وسوريا تفشل في ردع الشارع الذي بات يخوض معركة صفرية مع أنظمة يجب أن تذهب من وجهة نظر الشعوب. وبهذا المعنى فإن جاذبية الحراك السلمي هي الطاغية ولم يعد أمام تنظيم القاعدة- حتى لو بقي أسامة بن لادن على قيد الحياة- فرصة لتجنيد أتباع لاحداث تغييرات عن طريق توظيف العنف.

الباحث ضياء رشوان يتوقع أن ما يحدث في الشارع العربي سيفضي إلى تغيير في طريقة تفكير الحركات الإسلامية، فهي برأيه ستكون أكثر اعتدالا لأن الشارع طغى عليها وبات واضحا أنها على أهميتها ما هي إلا إحدى القوى السياسية وليست في موضع يمكن لها أن تدعي بإنها طاغية أو تمثل نبض الشارع. وحتى الحركات التي كانت تتبنى مقاربة العنف لإحداث التغيير باتت تدرك أنه ليس لها مكان إن لم تتخلى عن العنف وتشارك سياسيا حيث ثبت أنه يمكن إحداث التغيير من دون الحاجة لإراقة دماء كما في التونسة.

باختصار، يمكن القول أن السياق العام في المنطقة والمزاج الشعبي لا يبقي مكانا لتنظيم مثل تنظيم القاعدة، فالشعوب تلتف في الوقت الحالي حول الثورات السلمية لتغيير الأنظمة الإستبدادية واصبحت شعوبا مؤمنة بالأساليب الديمقراطية للحكم وهو نقيض ما تدعو إليه التنظيمات العنيفة، وربما يفسر هذا ولو جزئيا مسألة عدم إكتراث الشارع العربي بمقتل أسامة بن لادن، فلم نر مظاهرة احتجاج ولم نرصد أي ردة فعل تساوي مكانة أسامة بن لادن الإفتراضية.



hbarari@gmail.com

الرآي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :