facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"أنا لا أكذب ولكنني أتجمل"

09-08-2007 03:00 AM

لم يعد الكذب ظاهرة استثنائية، أو أمرا طارئا نتشبث به للخروج من مأزق ما. أستطيع القول أن الكذب عند معظمنا أصبح سلوكا ننتهجه في علاقاتنا اليومية.
فالأب والابن يمارسان هذا السلوك بغض النظر عن النتائج المترتبة على هذا الأمر، فالأب على سبيل المثال، يدرك أن ابنه يدخن، ومع ذلك على استعداد أن يتناسى الأمر، اذا لب الولد أوامر والده دون نقاش وأخفى عن العائلة تصرفات والده الطائشة في "الستالايت" والمحطات الفضائية المختصة بالجميلات.
والام تعلم جيدا أن ابنتها تحب على "الموبايل" ساعات طويلة، وقد تكتشف رسالة عليه، لكنها تتغاضي عن الأمر، فقد تستطيع الابنة ان تأتي به الى المنزل ليخطبها وهي لم تزل في ثالث اعدادي.
والموظف يضطر للكذب لتحسين وضعه المادي والاجتماعي واصفا مديره بأنه الشخص المناسب لهذا المنصب رغم علمه بأنه لا يفرق بين الألف والياء. والمدير في المقابل يرفع من معنويات موظفه مدركا ان موظفه الأمين يلعب على الحبلين. وكذلك الزوجة التي ترسم سعادتها الزوجية أمام جاراتها، وزوجها الذي لا يستطيع أن يفارقها، و لا يأكل الا من يديها، ويناقشها في كل كبيرة وصغيرة، بل يتغنى فيها في رقتها وجمالها الأنثوي وهي تعلم جيدا أنه يقضي معظم ليله في "المسجات" او أمام "الدِش". والزوج الذي يمارس الكذب اذا تأخر عن المنزل مبررا كثرة الأعباء على رأسه، والملفات التي لا تنتهي، والعمل الذي لا يرحمه ليلا ونهارا. عدا عن الكذب في الانترنت والشات والمسجات والبلوتوث بحثا عن سعادة وهمية. وبعض الاعلانات التي تملأ الصحف تُوهِمُ الناس بالفرح المبهر الذي ينتظرهم من خلال هذه الاعلانات، ليكتشفوا في نهاية الأمر عكس توقعاتهم.
البعض اتخذ الكذب للتجمَل، ويظهر جليا في العلاقة التي يطلق عليها "حب"، فرغم أن العاشقين يمارسان الكذب بذكاء شديد، الا أنهما يستمرآن اللعبة منتظرين نهايتها، فتمثل العاشقة دور الفتاة المطيعة التي تبحث عن بيت صغير يغمره زوج حنون وأمان واستقرار لتكون في حرمه الجميل، والعاشق هو الحالة السامية من القيم؛ الصدق والعطاء والقرار الذي لا يتخذه الا بعد مناقشته مع رفيقة دربه الحبيبة، واستعداداه التام للاستماع الى وجهة نظرها في أي مسألة قد تصادفهما، ليكتشفا بعد الزواج فجوة كبيرة لا تنتهي فيموت الحلم، وتصبح الحياة مجرد وهما عصيا على الاستمرار.
طرح المخرج الراحل عاطف الطيب القضية في فيلمه المميز " انا لا أكذب ولكني أتجمل" وتدور أحداثه عن الفتاة الجامعية المتألقة آثار الحكيم التي تقع في غرام زميلها الجامعي الراحل "أحمد زكي" وترغب في الارتباط به، ويحاول زكي أن يجمل علاقته معها بعيدا عن بيئته الاجتماعية الفقيرة، لكن والدها الدكتور الذي قام بدوره صلاح ذو الفقار يدرك التفاوت الكبير في بيئتهما يطلب منها ان تقضي يوما في منزله مع والديه، لتكتشف بنفسها الحقيقة،عندما تراه يساعد والده "حفار القبور" ويهيل التراب على الموتى، فتتراجع عن الارتباط متيقنة أن الأمر لم يكن أكثر من تجمل للواقع.
كثير منا يلجأ الى التجمل رغبة في تغيير يومه والملل الذي يعيش فيه، وربما بحثا عن لحظات يسرقها، ليتفيأ بحالة كان ينتظرها زمنا طويلا ليخلف وراءه وجعا لم يدرك كنهه قط.
تلك هي أقسى حالات التجمل، تلك التي تتلاعب بمشاعر عشق كانت راكدة مطمئنة،ويعلن بعد أن يدميها أنه لم يكذب... اذا ... من الذي يكذب ومن الذي يتجمل؟؟
لذا استطيع القول:" أنني لا اكذب لذلك لست مضطرة للتجمل."





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :