سينما الأردن «فرساي» .. ومجلة «واو» البلد عمان
13-05-2011 03:50 PM
وليد سليمان - من يقول ان عمان نشاطاتها الثقافية والفنية قليلة وخفيفة أو شبه معدومة؟! فهو واهم.. وغير متابع!!. فهناك مجلة صغيرة جداً.. لطيفة وملونة بالصور والنشاطات الثقافية والفنية المدهشة.. والمجلة أشبه بمجلة جيب تصدر من عمان وعن عمان باللغة العربية والانجليزية في نفس النسخة الواحدة.. وهي مجلة شهرية اسمها (واو البلد)!!! وتصدر عن مسرح البلد هذا المسرح الجديد نسبياً والذي احتل منذ عدة سنوات مكانة في سينما فرساي أو الاردن العريقة جداً في عمان.
سينما الأردن
وبالرجوع قديماً الى هذه الدار السينمائية (سينما الاردن) والتي تقع في وسط البلد في عمان مقابل مبنى البريد على الدرج القديم الطويل الواصل ما بين جبل عمان وأول شارع الامير محمد فاننا نذكر ان هذه السينما كانت في الماضي من السينمات الشهيرة في عمان حيث شاهدنا فيها عبر مرحلة الستينات اشهر الافلام السينمائية مثل فيلم (جميلة الجزائرية) وفيلم (سبارتاكوس) وافلام أخرى كثيرة أثناء الاعياد وفي الانشطة المدرسية الخارجية أيضاً.
وبالاعتماد على مرجع هام عن هذه السينما نقرأ في كتاب الباحث فؤاد البخاري - عمان ذاكرة الزمن الجميل ما يلي عن دار سينما الاردن وعن دار سينما ستوديو الاردن حيث جاء عن سينما الاردن اولاً ما يلي: قبل ان يشتري دار سينما الخيام كان محمود ابو قورة قد أنشأ عام 1951 داراً للسينما في شارع الاردن على الدرج المقابل للبريد المركزي سماها سينما الاردن, وجعل لها صالة واسعة للعائلات.. ويبدو أنه كان يريد منافسة سينما الفيومي المقابلة له, والتي امتلكها في ما بعد, فاختار - أولاً - موعد الافتتاح في العيد, كما اختار للافتتاح فيلم نجمة الاستعراض نعيمة عاكف (بلدي وخفة) فكان اختياره ناجحاً بصورة كاسحة.. لكن النجاح الهائل في البداية لم يستمر في العروض كلها, فكنت تجد عرضاً قوياً جداً وآخر عادياً أو دون المستوى!! ومن أهم ما عرضته هذه الدار فيلم «شاطئ الغرام» للمطربة ليلى مراد وحسين صدقي, ثم «غزل البنات» لليلى مراد ونجيب الريحاني وأنور وجدي, وعندما يظهر في الفيلم عبد الوهاب وهو يغني فقط «ليالي عاشق الروح» كانت تهب عواصف التصفيق في صالة سينما الاردن.
وفي العام 1955 عرضت الدار فيلم «فتاة السيرك» لنعيمة عاكف وابراهيم حمودة وشكوكو فلقي اقبالاً هائلاً, وفي العام 1955 عرضت الدار فيلم «قصة حبي» للمطرب فريد الاطرش ومعه ايمان وبرلنتي عبد الحميد وسراج منير.
أما الافلام الاجنبية فكان معظمها بريطانياً وأهمها (البحيرة الزرقاء» بطولة جين سنمونز وستيوارت جرانجر, وقد أوقفت الدار عروضها في أوائل السبعينات ثم تم تأجيرها وعادت ضمن نظام العرض المستمر. أما السينما الصغيرة الملحقة بها وهي سينما ستوديو الاردن فقد أنشئت أيضاً عام 1951 وتم تخصيصها لعرض الافلام الاجنبية المقتبسة عن روايات عالمية ومن أهم ما عرضته فيلم (هاملت) الشهير وهو مأخوذ عن احدى مسرحيات شكسبير وقد لقي اقبالاً كبيراً خصوصا بين الطلاب والمثقفين.. لكن في عام 1956 شب حريق هائل في السينما أتى على محتوياتها جميعاً, وبعد ترميمها استمرت لفترة قصيرة ثم استأجرها الفنان الاردني غازي هواش وغير اسمها الى (سينما فرساي) وصارت سينما شعبية بنظام العرض المستمر, وأخيراً أقفلت الدار أبوابها بعج تراجع الاقبال على عروضها بسبب ارتفاع أسعار التذاكر.
مسرح البلد
قبل عدة سنوات انشئ مسرح البلد وبدعم من الاتحاد الاوروبي.. وكان اختيار المكان المتوسط في مركز عمان فكرة ذكية جداً.. فاذا نظرنا من الجو الى الموقع الجغرافي لهذا المسرح الذي استقر في نفس مبنى سينما الاردن اننا سنلاحظ انه يقع في موقع متوسط ما بين عمان الشعبية القديمة وغرب عمان الحديثة.. وبذلك فان هذا الموقع لمسرح البلد يعتبر همزة الوصل ما بين كل فئات وأماكن عمان.
ومسرح البلد والذي يرأسه الفنان رائد عصفور يعتبر واحداً من المراكز الثقافية الحديثة التي يساهم في دفع وحراك الفعل والتفاعل الثقافي والفني بالتعاون مع الفنانين والمثقفين وبعض المؤسسات الأخرى المهتمة بالعمل الفني والثقافي الراقي.
هذا وقد كان لمسرح البلد العديد من النشاطات الهامة عبر السنوات القليلة السابقة مثل اقامة أسابيع ومهرجانات الافلام السينمائية العربية والعالمية والموسيقية والرقصات والدبكات الشعبية والقراءات للحكايا والقصص العمانية وعمل ورشات وعروض الفنون التشكيلية والمسرحيات والمشاهد التمثيلية وتوقيع الكتب الجديدة مثلما كان يفعل قبل رحيله الشاعر المعروف محمود درويش في قاعة هذا المسرح ولغيره من المبدعين الاردنيين والعرب.
مجلة واو البلد
وفي مشروع ثقافي الاول من نوعه من أجل الاسهام بنشر الاهتمام والمشاركات الثقافية والجماهيرية بكل النشاطات والفعاليات الفنية والابداعية في مدينة عمان فقد ابدعت افكار المسؤولين في هذا المركز التنويري (مسرح البلد) باصدار مجلة تعريفية فيها رصد مسبق لكل الانشطة المنوي اقامتها في كل مواقع الابداع الكثيرة في عمان مع ذكر اليوم والتاريخ والمكان ونبذة عن هذا النشاط سواء كان معرضاً تشكيلياً أو عروض الافلام السينمائية أو حفلات الموسيقى أو اقامة البازارات أو حفلات الرقص الشعبي أو الندوات وعروض وحفلات توقيع الكتب الجديدة أو حفلات الغناء أو الأماسي الشعرية.. ثم أماكن وفعاليات الانشطة الخاصة بأطفال عمان من رسم وتلوين وسرد قصص من الحكواتية ونشاطات المكتبات ومسارح الدمى وأماكن الالعاب وورش العمل ومخيمات الفنون والكشافة والرياضة والاماكن الترفيهية.
وفي هذه المجلة أو الدليل الشهري الثقافي أيضاً معلومات عن كل المراكز والمتاحف والمعارض والمكتبات والانشطة الدائمة للكبار والصغار في كل مناطق عمان.
هذا ويقول المسؤولون عن (واو البلد) ان سبب التسمية هذه: «سينما المجلة» «واو البلد» لتكون مثل حرف الواو: تحث القراء على التجمع والتناغم والالتزام والخروج معاً للاستمتاع بما تقدمه لنا عمان من فعاليات ثقافية وفنية تغني الروح وتبعث الأمل في الحياة, على أمل ان نكون جميعاً دائماً في أفضل حال.(الراي).