facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا وراء مجلس التعاون الخليجي الأردني؟


راكان المجالي
15-05-2011 01:45 PM

لم ينشغل الاردنيون بخبر او حدث كما انشغلوا بالاعلان المفاجىء بالترحيب بانضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي. وقد جاء هذا الاعلان في دورة قمة المجلس الاستشارية الاسبوع الماضي في الرياض.

والمؤكد ان هذا الاعلان كان مفاجئا، فهو لم يكن حصيلة اتصالات ومباحثات تمهيدية، بل هو لم يكن بندا على جدول اعمال القمة الخليجية.

ومع ان الاعلان تضمن الترحيب بانضمام الاردن والمغرب العربي الا ان مضمون البيان والخطاب السياسي والاعلامي ركز على الاردن كدولة مجاورة ومتفاعلة تاريخيا مع بلدان الخليج خاصة في مجال التدريب العسكري والتعاون الامني، حيث كان للاردن دور هام في دعم المؤسسات العسكرية والامنية في فترة تأسيسها في العديد من بلدان الخليج كما كان لبلدان الخليج دور هام في دعم الاردن اقتصاديا في كافة المراحل لما لذلك من انعكاسات على البنية الاقتصادية الاردنية والتوازن الاجتماعي.

وبالنسبة للاردنيين، فان الانضمام لمجلس التعاون الخليجي هو امنية وربما يكون مخرجا من الازمة الاقتصادية، لكن هذا الامر في اعتقادي الشخصي لا يمكن ان يكون فقط مسألة عاطفية ومشاعر اخوية وحدوية راسخة في وجدان كل عربي، فهذا التطور هو تطور كبير وتغيير سياسية بامتياز يتحتم ان يكون متصلا بالتحولات الجذرية والعميقة والضخمة في المنطقة والتي تحدث عنها وزير الدفاع الامريكي وكانت اولى تجلياتها "تسونامي" الانتفاضات الشعبية التي بدأت بتونس ومصر واليمن وليبيا وفي غالبية اقطار الوطن العربي بشكل او بآخر.. هذه الانتفاضات التي انطلقت ضد الخداع والتحايل والشعارات الزائفة والتضليل الذي مارسته سلطات الاستبداد العربي للتغطية على فسادها وفردية الحكم فيها.

والثورات العربية كما يبدو ليست قاصرة على المطالبة بالحقوق الاساسية للانسان وحريته وكرامته ومتطلبات المواطنة الصحيحة والطموح الى مشاركة ودور وتأثير وغير ذلك من متطلبات الديمقراطية الحقيقية، وبالضرورة فان الانسان الحر هو الذي تتلازم حريته الفردية مع حريات وطنه وشعبه الجماعية ووطنية هذه الثورات تعبر عن نفسها افضل تعبير في النموذج المصري الذي افرز سلطة حكم وقرار نزيهة تعلم بتجرد من اجل خير كل المصريين وبالتالي حتمية امتداد هذه التجربة لتشمل كل الوطن العربي هذا على مستوى الانسان. اما مستوى الاوطان، فان الثورة المصرية هي ثورة وطنية وعروبية وطنية بالاجراءات التي اعلنت عنها لضبط علاقاتها مع الخارج بما في ذلك العدو الصهيوني وعروبية ايضا عبر الانجاز الرائع بفتح معبر غزة وتحقيق المصالحة الفلسطينية.

لقد كانت دوما هي الرافعة وهي الملهمة وهي التي تفرض نهجها، فبعد ثورة 1952 خاضت مصر تحدي مواجهة القوى الاستعمارية الطامعة والتصدي لاسرائيل فتكرس في مصر نموذج الدولة العسكرية الامنية والقبضة الحديدية وسلطة الفرد المطلقة ممثلة بزعامة عبدالناصر هذه الشخصية التي كانت تلقى شعبية مصرية وعربية لانها قدمت حرية الاوطان على كل شيء بما في ذلك حرية الانسان.

وقد نسخت كل الدول العربية النموذج المصري بشكل او بآخر في صياغة الحكم الفردي الامني باسم حماية الاوطان ولو ان اكثريتها لم تحقق ما حققه عبدالناصر من شعبية.

وقد اكون شطحت عن الموضوع ولكن لأقول ان انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي قد يكون معبرا عن حالة شعبية اردنية خليجية نحو تعاون وتفاعل وتكامل وحتى لو لم يكن القرار بفعل الارادة الشعبية او استجابة لها فانه يظل شأنا ايجابيا بالنتيجة بمعزل عن اية اعتبارات او ترتيبات سياسية تحدثت عنها بوضوح عام في المقابلة مع قناة "الجزيرة" بين الساعة العاشرة والحادية عشرة من مساء يوم الاربعاء الماضي حيث طرحت رؤية مختلفة للمسألة عبر الاستنتاج بان هنالك "طبخة" اليوم في المنطقة بدأت بالمصالحة الفلسطينية وان هنالك تسوية او تصفية من نوع ما ستكون لها بالتأكيد انعكاسات ومخرجات لا يستطيع الاردن منفردا تحمل تبعاتها والمخرج الوحيد هو توفير مدى جغرافي ارحب للاردن يستوعب تدفق بشري يتمتع بامتيازات فرص عمل مريحة ماديا بانسيابية وبشكل تلقائي وكل ما يترتب من عناصر قوة لهذا التجمع على طول امتداد 640كم هي حدود هذا التجمع بعد دخول الاردن لمجلس التعاون الخليجي.

وهذا في رأينا هو العنوان الذي سيشكله هذا التجمع، اما ابعاد ذلك ودوافعه ومعطياته وتفاصيله فتحتاج الى مقالات اخرى عديدة في الايام القادمة باذن الله.

الدستور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :