facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صوت احتجاجي آخر!


طاهر العدوان
14-08-2007 03:00 AM

اضم صوتي الى صوت الزميل ايمن الصفدي للاحتجاج على وجود (بارات في احياء سكنية). لانني ارى ان مدينة عمان تغرق في فوضى غير خلاقة وغير اخلاقية. كل شيء في سبيل تحقيق رغبات بيولوجية وحريات هامشية ومزاعم سياحية. وكأن سكان هذه المدينة صفر على الشمال, فلا احترام لمشاعرهم ولا وقفة واحدة امام مطالبهم وصرخاتهم.بعضهم يريد وضع مدينتنا المحبوبة في اجواء الحروب التي شهدتها بيروت وتشهدها بغداد من خلال ما يسمى بالالعاب النارية, التي لم تعد اصواتها تُميّز عن قصف المدافع والهاونات. بضاعة اصبحت رائجة لتكشف عن الانحدار الثقافي والحضاري الذي وصلنا اليه, واقول ذلك بحدة, لانه عندما لا يحترم الرجل مشاعر جاره او سكان الحي والشارع الذي يقطن فيه ويصر على ازعاج الناس في منتصف الليل من دون ان يفكر لحظة واحدة بوجود اطفال في اسرّتهم او التفكير باحتمال وجود اسر اخرى من الجيران غارقة في احزانها لفقد أب او ام, فان ذلك مؤشر باننا نتجه للعيش في غابة.

والبعض الاخر, سطا في عز الظهر او في اوقات المساء على طرق واماكن صَرَفت عليها امانة عمان الملايين من اجل ان تكون متنزها للناس وللعائلات, مثل شارع الاردن, بما توفره هذه الاماكن من مشاهد رائعة لسهل البقعة وجبال السلط وعجلون.. الخ. فاذا بنا نجدها تتحول الى اماكن لممارسة الدعارة في سيارات مغلقة (عينك عينك) من دون حياء او خجل. والامر لا يقتصر على ذلك فالجسارة اصبحت ليست فقط من صفات اللصوص الذين يقتحمون البيوت انما ايضا من الذين يمارسون الرذيلة في سيارات امام الابنية وفي الشوارع الفرعية, في نماذج حية لترويج الانحراف والفساد.

من فوضى قيادة السيارات والتجاوزات التي تثير اعصاب الناس على الطرقات. الى حفلات التسمم في المطاعم المكشوفة لا نجد من معالجات الا ما ينشر من قرارات وتعليمات ووعود لكن لا شيء يجد طريقه الى التنفيذ على الارض مما يزرع الشكوى على السنة الناس, شكوى هي على وشك ان تتحول الى حالة من التذمر العام.

عمان ليست من المدن التي مضى على انشائها قرن او اكثر, عمان رفيقة عمر اجيال عديدة من ابنائها, بعضها لا يزال شابا. انها مدينة نشأت معنا نعرف عائلاتها واهلها مثلما نعرف شوارعها القديمة واحياءها الجديدة, وقد تُصادف جارا لك في احد احياء عمان الغربية فتتعرف عليه واذا به كان جارا في جبل التاج او جبل الحسين او اللويبدة, ولقد توافقنا على تسمية هذه الحالة بـ »الاسرة الاردنية« وهي كذلك بالفعل.

لهذا نغار ويجب ان نغار على سمعة مدينة انشأتنا وانشأناها وان لا نسمح للعادات الوافدة, التي, يجلبها بعض الاردنيين الذين عاشوا في الخارج او بعض الزائرين او السائحين بان تجعل عمان تنقلب على طابعها وهويتها واصالتها لانها بذلك تخسر الكثير, تخسر الشمائل والطباع التي عرف بها الاردنيون امام الاشقاء والعالم.

هناك مسائل تتعلق بالاخلاق والحفاظ على مشاعر الناس واموالهم وبيئتهم وعيون اطفالهم وبناتهم, اولويات يجب ان تكون على رأس القائمة عند جميع السلطات المخولة بأمن وراحة ورفاهية المواطنين والحفاظ على صورة عاصمة الاردن والاردنيين, وهذا لا علاقة له بمعادلة التخلف والتحضر, لانه حتى في امريكا, لا يسمح بممارسة اعمال لا اخلاقية في اماكن عامة, ولا بممارسات تزعج حيا او مدينة كاملة بموجات قصف الالعاب النارية بمناسبة عرس او توجيهي او حفلة مناسف او لعبة طرنيب.

مثل هذه الموجات من الالعاب النارية تستخدم في بلاد العالم بالمناسبات الوطنية فقط وعند كل مناسبة عامة مثل الفوز بكأس بطولة او تحقيق انجاز او انتصار ما وهذا ما يجب ان يكون عليه الحال في بلدنا.
الكاتب رئيس تحرير يومية "العرب اليوم" - الاردن





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :