قانون عفو عام جديد في الأردن: تعزيز للحريات ودعم للوحدة الوطنية
كابتن اسامة شقمان
23-01-2025 11:12 PM
تتجه الأنظار في الأردن نحو البرلمان، حيث تتواصل المناقشات حول إصدار قانون عفو عام جديد يشمل فئات جديدة من السجناء، لا سيما معتقلي الرأي. تأتي هذه المبادرة في سياق تحولات إقليمية ودولية وضغوط داخلية تدعو لإعادة النظر في سياسات العقوبات، بما يساهم في تعزيز التماسك الوطني.
لطالما كانت قوانين العفو العام في الأردن أداة سياسية واجتماعية تهدف إلى تهدئة الأوضاع الداخلية وبناء جسور الثقة بين الدولة والمواطنين. ومع التغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد المحلي والعربي، بات من الضروري أن تتسم هذه القوانين بشمولية أكبر وإنسانية أعمق، لتواكب احتياجات المجتمع الأردني وتطلعاته نحو الإصلاح.
يشير إدراج معتقلي الرأي في هذا العفو إلى إدراك واضح لأهمية الحريات العامة في تعزيز الوحدة الوطنية. هذه الخطوة تمثل استجابة مباشرة للمطالب الإصلاحية التي تؤكد على حقوق الأفراد في التعبير السلمي عن آرائهم. فمعتقلو الرأي يُعتبرون عنصراً فاعلاً في الحراك الشعبي، وشمولهم بالعفو العام يعكس نوايا صادقة لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين، ويمهد الطريق لتحقيق توافق وطني حقيقي.
إدراج داعمي المقاومة الفلسطينية ضمن المستفيدين من العفو يعكس تطوراً إيجابياً في الموقف الرسمي الأردني تجاه النضال الفلسطيني. هذا التوجه يتماشى مع الدور التاريخي الذي يلعبه الأردن في دعم القضية الفلسطينية، ويؤكد أن دعم المقاومة ليس جريمة بل هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال.
مثل هذه الخطوة تحمل أبعاداً رمزية وسياسية هامة، حيث تعزز الروابط الأخوية بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وتبعث برسالة قوية للعالم عن موقف الأردن الثابت تجاه العدالة والقضايا العربية المشتركة.
رغم التفاؤل الذي يرافق الحديث عن قانون العفو الجديد، إلا أن التنفيذ الفعلي يواجه تحديات كبيرة. إذ يجب أن تُدرس القرارات بعناية لضمان تحقيق التوازن بين العدالة وحفظ الأمن من جهة، وتعزيز المصالحة المجتمعية من جهة أخرى. كما ينبغي إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهات الأمنية والمجتمع المدني، لضمان توافق واسع حول بنود القانون.
إقرار قانون عفو عام جديد يشمل فئات واسعة، وعلى رأسها معتقلو الرأي وداعمو المقاومة الفلسطينية، يمثل فرصة ذهبية لإحداث تحول نوعي في المشهد السياسي والاجتماعي الأردني. هذه الخطوة، إذا أُديرت بحكمة، قد تسهم في تعزيز التلاحم الوطني، وترسيخ العدالة التصالحية، وبناء علاقة أكثر ثقة بين الدولة والمجتمع.
الأردن اليوم أمام لحظة مفصلية تتطلب قرارات جريئة وواعية تعكس التزام الدولة بالإصلاح. ويبقى الأمل قائماً بأن يكون البرلمان الأردني على قدر المسؤولية، ليقر هذا القانون بما يحقق المصلحة الوطنية العليا، ويفتح الباب أمام عهد جديد من الوحدة والتفاهم.