facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ود ترامب


خالد دلال
25-01-2025 12:58 AM

لعله السؤال الأهم الذي يدور في أذهان العديد من مراكز الدراسات والأبحاث، والساسة، ورجال الفكر، وحتى بين العوام في جميع أنحاء العالم.
كيف نكسب ود دونالد ترامب؟ سيد البيت الأبيض القادم بقوة إلى سدة الحكم، والذي يملك من الخطط الطموحة لتدشين العصر الذهبي لبلاده، كما وصفه في خطاب تنصيبه رئيسا للقوة الأعظم بشريا على وجه الأرض، ما قد يغير شكل العالم.

أما الإجابة فتكمن في مزيج من الحنكة والذكاء، والحكمة والدهاء، لقراءة محفزات سلوك ومفاتيح شخصية الرئيس الـ47 للولايات المتحدة والتي تتقاطع، بطبيعة الحال، في عدة أمور.

وفي الحديث عن المحفزات، فنحن أمام رجل مغال في الوطنية، يقدم مصلحة بلاده مقرونة بمصلحته الشخصية على كل شيء، مستندا في كل ذلك إلى ولعه بلعب دور البطولة المطلقة، المشبعة بنرجسية لا تعترف بالإنجاز إلا إذا كان هو عرابه، متطلعا أن يسجل التاريخ له، ومن وجهة نظره، صناعته للعصر الأقوى لبلاده على مسار تاريخها.
وهو لذلك، لا يأبه بمصالح الدول والشعوب الأخرى إلا إن كانت تصب في مصلحة بلاده، خصوصا الاقتصادية، والتي يرى فيها الأحق بخيرات العالم.


أما المفاتيح لشخصيته فتكمن في ثلاثة يؤمن بها الرئيس الجمهوري، وهي الأسس لكسب وده خلال أربع سنوات من حكم قد يغير خريطة العالم وتحالفاته، ليغدو أصدقاء الأمس بالنسبة له أعداء اليوم، والعكس صحيح، في عقلية رجل لا يأبه بالأعراف الدبلوماسية والمؤسسية، بقدر حرصه على إدارة كل شيء من حوله بعقلية رجل الصفقات، الذي يسعى ليكون هو وبلاده من يحصدون الثمار دوما.

ويكمن أول هذه الأمور في قوة المال ومن يملكه من دول العالم، لتكون الاستثمارات المولدة لفرص العمل والمحركة للاقتصاد في عموم أنحاء الولايات المتحدة مقصدا لهذا المال. ولن يضيع ترامب فرصة لذلك، فهو من المؤمنين بالطبيعة التجارية في بناء العلاقات.

وأما ثانيها فهو قوة التأثير في الإعلام الأميركي، والذي يستخدمه ترامب، بغض النظر عن الوسيلة، لإيصال ما يجول في خاطره إلى قادة وشعوب العالم. ومنها مثلا، رسائله بخصوص إشعال جحيم في الشرق الأوسط إن لم يكن هناك اتفاق لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة قبل تنصيبه، ومنها رسائله بخصوص جزيرة غرينلاند وقناة بنما، والتي يسعى لإخضاعهما للنفوذ الأميركي. وعليه، فإن من يملك التأثير في الإعلام الأميركي، وهذا يتطلب علم وعلاقات ومهنية خبراء الاتصال الاستراتيجي، سيملك التأثير في شخصية الرئيس الأميركي بنفس أسلوبه، على أن تكون الرسائل موجهة إلى ما يحاكي نمط تفكيره، خصوصا التماهي مع ما يستهويه من كيل للمديح إرضاء لغروره باعتباره البطل الأوحد في العالم. ولعل إظهار الاحترام الكبير لما تحتله القيم الوطنية الأميركية من قدسية في عقل وقلب ترامب من الأساليب الأقوى في كسب ود الرجل.


وثالثها، فيتأتى من القدرة على بناء علاقات شخصية مع الرئيس الأميركي والدائرة المحيطة به، خصوصا صديقه المقرب الملياردير إيلون ماسك، حيث يفضل ترامب دوما التعامل مع الأشخاص والوصول إلى تفاهمات معهم أكثر من الاعتماد على العمل المؤسسي بين الدول، مؤمنا أن التفاهمات الشخصية هي ما يقود إلى المؤسسية أولا، وليس العكس.

وفي كل ما تقدم، تبقى اللغة البراغماتية التفاوضية المبنية على المصالح المشتركة ما قد يكون الأجدى في التعامل مع الرئيس الأميركي الجديد، شريطة أن يكون الوضوح والمباشرة أساس ذلك منذ البداية مع رجل لا ينسى من يسيء إليه، ولنا في تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مثالا كيف يمكن لزعيم البيت الأبيض من قلب الطاولة على حلفائه بين ليلة وضحاها.


الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :