بدأت قصة الكيان عام 1897م في مدينة بازل السويسرية حيث أقيم المؤتمر اليهودي الأول الذي كان من المفترض أن يكون في ألمانيا بالتحديد ميونخ إلا أن اليهود هناك رفضوا ذلك، حيث بدأت المطالبة بقيام دولة إسرائيل وذلك بعد فشلهم في دمج اليهود في أوروبا وكان من أهم الحضور والمطالبين في ذلك هو (هرتزل) المتأثر بدرايفس وهو أحد الجنود الفرنسيين الذين اتهموا في الحرب العالمية الأولى بالخيانة وتعاملهم مع ألمانيا، ولكن اكتشف بعدها أنه بريء، ولكن بعض اليهود اعتبروا ذلك هو كراهية لهم، بدأ هرتزل في التواصل مع بعض الدول لكسب تعاطفهم، هرتزل الذي أقنع الحاخامات اليهودية حول العالم أن فلسطين هي أرض الميعاد هو رجل غير متدين، ولكنه استخدم الدين لإقناع اليهود، الارجنتين اوغندا أو مدغشقر أو روسيا، الهدف بالبداية لم يكن فلسطين إلا أن لاحقًا تلاقت الأهداف مع أوروبا وبالتحديد مع تابعين الطائفة البروتستانتية، فلو لاحظنا أن كل رؤساء الوزراء في بريطانيا والعائلة الحاكمة هناك ورؤساء أمريكا هم من البروتستانت إلا الرئيس جون كيندي الذي اغتيل عام 1963م، والذي ربما تم قتله لأنه يهودي.

هذه هي الحركة اليهودية التي تقول بأن اليهود هم جنس مختلف عن الآخرين وهو الجنس الوحيد النقي ولكن ذلك لم يبدأ من هنا كما يعتقد البعض، حيث طرح نابلون بونيبارت في الحملة الفرنسية على مصر والشام فكرة أنه يمكن طرد اليهود إلا هذا المكان وأن تكون قاعدة استيطانية لأوروبا، ثم قامت بريطانيا بطرح الفكرة بعد عام 1840م وذلك بعد هزيمة محمد علي وتوقيعه اتفاقية لندن، وهنا تلاقت المصالح بين الحركة اليهودية والمطامع الأوروبية والتي استغلت الظلم العثماني للعرب وارتفاع صوت المعارضين لهم حيث بدأت بريطانيا وفرنسا بالبحث عن شخصية تملك احترامًا واسعًا عربيًا وإسلاميًا، لذلك اختارت بريطانيا الشريف الحسين بن علي والذي طلب منه عدت مرات من قيادة ثورة ضد الحكم العثماني، ولكن ما إن بدأت الثورة العربية بانتصاراتها بدأت تنكشف نوايا الغرب في عام1917م، أعلن وعد بلفور لليهود قيام أرض مقدسة في فلسطين واتفاقية سايكس بيكو والتي تهدف لتقسيم الدول العربية، انهزمت الدولة العثمانية وذلك لعدة أسباب منها داخلية وأخرى خارجية، بعدها احتلت فلسطين من بريطانيا، وبدأت تمهيد بنقل اليهود إلى فلسطين وساعدتهم في ذلك الحرب الحرب العالمية الثانية حيث كان هتلر يحرق اليهود، هكذا أصبحت الأرضية جاهزة لاحتلال فلسطين.

ورغم الإدراك أن تاريخهم كله كذب إلا أنهم أذكياء في كتابتهم المبنية على كسب تعاطف العالم وعلى أنهم أبرياء، وأنهم هم من اخترعوا هذا التاريخ إلا أنهم تمكنوا من نشره جيدًّا وحتى أن أطفالهم يقرؤون التاريخ بشكل جيد وهكذا يحافظون على استمرار كيانهم، ولنلاحظ شيء أنه ليس تاريخهم كذبا فحسب، بل دينهم كذب أيضًا، حيث أن هذا الدين الذي ينتمون له هو ليس يهوديا بل اسرائيليا، هكذا تم إقناع اليهود بالأرض المقدسة، والفرق بيننا وبين الكيان أنهم يهتمون في تاريخهم الكاذب، أما نحن فنسينا وتناسينا تاريخنا الصادق، ومن هنا؛ علينا أن نهتم في تاريخنا وعقيدتنا أيضًا، إذا لاحظنا الكيان المزعوم في كل جلساتهم تكون فقرات دينية تهتم في الأرض المقدسة، وهذا ما نفقده نحن الدول العربية والمسلمة، والكيان نجح في كسب التعاطف، وبالتأكيد بحاجة إلى شرير يلاحقهم، في البداية كان هتلر والنازية وذلك قبل قيام الدولة، أما بعد قيام الدولة وهم العرب والمسلمين، الذي يصورهم الكيان بالأشرار؛ ولا يقل حقدهم عليهم كحقدهم على النازية، لأن الكيان لا يستطيع أن يستمر دون عدو، وذلك لسببين الأول الدعم الغربي ولا أقصد من قبل الحكومات؛ لأن الحكومات الغربية تعرف حقيقة الكيان لكن الشعوب في تلك الدول، أما السبب الثاني هو الترابط الداخلي حيث أن المستوطنين فيما بينهم يعانون من الانقسام من ناحية اليمين واليسار وعدة عوامل منها أن لو رجعنا إلى الجنسيات الأصلية للمستوطنين، نفهم ماذا سيحصل إذا أنهت إسرائيل أزماتها الخارجية.

هذا جزء بسيط من عقليتهم المبنية على الكذب، يجب أن ندرك أن العالم يصدقهم، وذلك لأن هناك أشخاص يصدقون ما يسمعون من الإعلام والذي تمكنت إسرائيل من خلق قصة وصدقتها هي أولا.

بدأت النكبة وبدأت جرائم الاحتلال في كل مكان حيث أن كل مكان في فلسطين هناك وعلى عمق أمتار من الأرض مقابر جماعية للعرب الذين كانوا هم واليهود يعيشون في بلد واحد حيث كان عدد من اليهود في الدول العربية وخصوصا المغرب والعراق واليمن ومصر وسوريا وفلسطين نفسها، نجح الاحتلال في شراء أراض من فلسطين، ولكن قلة من الشعب الفلسطيني هي من باعت أراضيها لذلك رأى الكيان أنه لا بد من الحرب، ولكن يجب أن يكون بتغطية أممية حيث قرر مجلس الأمن عام 1947م بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، عام 1948م بدأت النكبة وسيطروا على فلسطين ما عدا الضفة وغزة التي من المفترض قيام دولة فلسطينية على هذه الأراضي، رغم محاولة العرب مساعدة الفلسطينين إلا أنهم فشلوا في ذلك ومن أهم هذه الأسباب أن كثير من الدول العربية كانت في بداية استقلالها.

بعد ذلك احتل الكيان الضفة وغزة وأجزاء من الدول العربية عام 1967م وهنا ظهرت أهداف الكيان أكثر حيث تبين بعد ذلك أن لديهم هدف باحتلال من النهر إلى النهر وأن علمهم يتحدث عن هذا الهدف عن احتلال الأرض من نهر الفرات إلى نهر النيل، لذلك قام العرب عام 1973م الحرب على الكيان إلا أن ذلك فشل وذلك بأسباب غريبة منها: قرار مجلس الأمن بوقف الحرب وهذا المجلس هو من قام بتقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى للعرب والثانية لليهود، ومن ثم أصبحت كلها لليهود ولم يفعل مجلس الأمن شيئا، بعد انتهاء هذه الحروب بدأ قادة العرب توقيع اتفاقيات السلام مع الكيان وهكذا تم إعطائهم الشريعة إلا أن الشعوب ما زالت ترفض ذلك.

في بداية تأسيس الكيان كان الحليف الأهم هو بريطانيا إلا أن ذلك اختلف مع تراجع قوة بريطانيا، وتضاعفت قوة أمريكا، تحول أمر إسرائيل من بريطانيا إلى أمريكا؛ لأن إسرائيل مع القوي فقط.

والآن؛ هناك طرفان: الأول يقول أن من يتحكم في إسرائيل هي أمريكا والثاني: من يقول العكس، ولسنا نرى إسرائيل إلا حجر نرد بين أمريكا والغرب؛ لانها تعتبر قاعدة لهيمنة الغرب على المنطقة، وقالها الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من مرة أنه لو لم تكن إسرائيل موجودة؛ لأوجدتها مرة أخرى، ودليل ذلك أنه لمجرد أن استلم ترامب أنهى العدوان الإسرائيلي عن غزة، فأمريكا من تتحكم بإسرائيل، ويبقى القول الفصل أن الكيان الإسرائيلي قام على ركيزتين الأولى: الدعم الغربي، والثاني: التخاذل العربي، أي ركيزة تزول يزول الكيان.