تمتد العلاقات الاردنية الامريكية عبر عقود طويلة في سياق طبيعي رغم مرورها بمنعطفات مختلفه جراء اختلاف الرؤية والمصالح احيانا تجاه قضايا اقليمية أو دولية، الا ان الاردن ادراكا منه لثقل الدولة الامريكية العالمي ودعمها الاقتصادي للاردن حافظ على استمرار الاتصالات والتعاون في شتى المجالات واذابة الجليد اذا ما حصل في هذه العلاقات في عهد ادارة ما والعمل على اعادتها لمسارها الطبيعي.
لقد شهدت العلاقات بين البلدين خلافات إبان الازمة الكويتية عام ٩١ وعند غزو العراق ٢٠٠٣ وفي مرات عديدة بسبب القضية الفلسطينية وقد تم تجاوزها جميعا بجهود مشتركة.
أما عند اعلان الرئيس ترامب ما يدعى بصفقة القرن في إدارته الأولى فان خلافا كبيرا نشاء جراء إلحاق الصفقه ظلما كبيرا بحقوق الشعب الفلسطيني وتأثيرا سلبيا على الدور الأردني ووصايته على المقدسات في القدس وهو ما يتوقع تداركه في العهد الثاني لهذه الادارة.
وننظر في الاردن الى ان اجراء الادارة الامريكية الحالية بتعليق الدعم للاردن تسعين يوما هو بادرة لا تتوافق مع طبيعة العلاقة التى توصف دوما بالاستراتيجية والشراكة البناءة بين الجانبين، سيما وان المسؤولين الامربكيين على اختلاف الادارات الجمهورية والديمقراطية يدركون بل ويعبرون عن تقديرهم للمكانة الجيو سياسية الهامة للاردن ودور القيادة الاردنية وحكمتها في العمل الدؤوب على استقرار المنطقة واطفاء الحرائق التي تندلع بين حين واخر في ارجاءها المختلفة...
وإذ نقدر كاردنيين طرح الرئيس ترامب شعار ادارته وقف الحروب وإنهائها في غزة واوكرانيا، لنتوقع انسجاما مع هذا الشعار توثيق العلاقة مع الاردن من جهة ووقف المأساة الفلسطينيه بإقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية كضمانة لحفظ الامن والسلم في المنطقة التي كابدت شعوبها الكثير من الصراعات واستغلت في بورصة العلاقات الدولية ابشع استغلال.
إن الادارة السابقة ساهمت جدا في تاجيج الصراع واقتراف المذابح بحق الشعب الفلسطيني مما زاد في تعميق العداء والكراهية في المنطقه بسبب السياسات المتطرفة من حكومة تل ابيب.. وسيبقى ذلك مبررا ودافعا للانتقام والعنف والتطرف وبالتالي تجدد الحروب التى التزمت إدارة ترامب بانهاءها.