facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطفيلة: التلقائية والطيبة والحاجات


د.مهند مبيضين
18-06-2011 03:53 AM

لا يحتاج أهل الطفيلة لمحلل يفسر موقفهم أو حراكهم الإصلاحي أو مطالبهم المشروعة التنموية؛ ولا هم بحاجة لمن يتحدث نيابة عنهم من النخب الملتحقة بهم من الذين وصلوا على أكتافهم ذات يوم، ويريدون الآن أن يوجهوا تقصيرهم معهم كحالة طهور وخلاص، لا تبقي ولا تذر. ولا يقبل أهل الطفيلة بمحلّلين قابعين على سطح الظواهر، خوفا أو عجز تحليل، وقد اعتاد واقعنا واعتادت تحليلاتنا وجود أو إيجاد أطراف غير معروفة تقف وراء الأحداث، وكثيرا ما يقال جهالا، لكي نعفي هذا الحاكم الإداري أو ذاك من مسؤوليته عن الفشل وعن تقدير قوة الشارع وتقديم من يجب أن يُقدم ليقابل الملك، والأمثلة هنا كثيرة. وقد شاهدت عدة مواقف في محافظات مختلفة لأناس يريدون الحديث أمام الملك ولكنهم لا يدرجون على قوائم الحظوة التي يعدها المحافظون من سنين وقليلا ما تتغير، فيضطرون إلى خرق البروتوكول من فيض حب أو معاناة. وهنا تكمن المشكلة عندما تكون الرغبة في الحديث والتعبير عن الهموم وحب الملك من قبل الناس، تخضع لتدابير المحافظين الشتى وتنتهي باستثناء البسطاء والمساتير، وتقدم الأعيان والأفندية فقط لأنهم تبوأوا الصدارة ذات زمن.
الطفيلة أو المفرق أو معان أو جرش أو الكرك، أمكنة تفيض بالحب للملك، وفيها من الحاجة للخدمات الأفضل، وفيها من الرعاية والمتابعة والحرص ليكون في كل محافظة في غضون عامين مستشفى كبير أو جامعة أو طريق تنموية. وأهل هذه الأمكنة يقدرون معنى العطاء عن عسر، ومعنى المتابعة لدقائق شؤونهم والعالم من حولنا في أعلى حالات القلق، وهم لم يتأخروا يوما بالوفاء حبا للملك أو انتماء للدولة؛ أولئك لا تقلقهم مسألة المواطنة أو عدمها، ولا هم يريدون حكومة حزبية في ليلة وضحاها أو يريدون رئيس وزراء منهم، فقط يريدون أن لا تأكل عمان حصة مناطقهم في التنمية، وأن تنتصر عليهم بنخبتها بالدعوة لدولة المواطنة التي ستؤثث بنخبة عمان، فالناس في الأطراف يفهمون الحقوق والواجبات جيدا، ولا يريدونها وجبة إصلاحية، وقد قاموا في أحلك مراحل الدولة صعوبة بواجب مواطنتهم الأخلاقي، وفي كل انتخابات كانوا يقدمون صوتهم بدافعية كبيرة برغم أن القوانين الانتخابية تخذلهم، ولم يديروا ظهرهم للوطن، إنهم يريدون مكافحة حقيقية للفساد، وعدالة في الفرص، ومسؤولا يقدر صدقهم.
كنت أرقب التلفاز مساء يوم الخميس الماضي، وكان هناك تركيز في نشرة الأخبار المحلية على الجهد المباشر الذي بدأ في الطفيلة بعد زيارة الملك لتطوير وسط المدينة، وتحسين المدخل الشمالي للمدينة وإنهاء حالة الخطر من أحد منعطفات الطريق. وكانت هناك متابعة لمشاريع مدرسية في البيضا وغيرها. وكان الملك أمر بإنجاز الكثير لأهل الطفيلة أثناء زيارته، وبخاصة في مسألة حل البطالة وتأسيس صندوق تنموي.
الشركات في محيط الطفيلة عليها مسؤولية مباشرة في التنمية، الفوسفات والإسمنت والبوتاس لا يكفي أنها عينت مئات من المنطقة، بل يجب أن تمارس مسؤوليتها الاجتماعية أيضا. وعندما تحصل الأطراف على معلمين مثل عمان، أو مستشفيات مشابهة، أو خدمات طرق وجسور، يمكن أن نتحدث لهم عن جدوى تحولهم إلى مجتمع ديمقراطي، علما أن قدرة الريف والأطراف على إطلاق قوى اجتماعية تسهم في تحقيق الدمقرطة أكثر من المركز.
في الطفيلة مال الناس للتلقائية الطيبة، ومال العقل الرسمي–المحافظ- للمنضبطين من الوجهاء مع كل احترام لهم، لكن أولئك العاديين أيضا لهم حبهم للقيادة وانتماؤهم الصادق من دون أن يتولوا المواقع المهمة سابقا أو حاليا.

mohannad.almubaidin@alghad.jo

(الغد)





  • 1 عبدالله السوالقه 18-06-2011 | 05:50 AM

    ان ما يدفعني للكتابة والتعليق على هذا المقال وكل المقالات التي تتحفنا بها هو موضوعيتك في الطرح والابداع في التحليل ولا شك بأنك تسلط الضوء على مفاصل الوجع التي عانت منه الطفيلة وأخواتها من المحافظات التي غييبت عن التنمية ومساراتها لعقود طويلة من الزمن على كافة الصعد وهذا النسيان أو بمعنى أصح التناسي ولّد تراكمات اعتقد البعض بأنه وضع عادي يمر مرور الكرام وطبعا هذا لدى بعض قصارى النظر ! والحقيقة أن الحراك الشعبي في المحافظة جاء على عكس ما يريدون ويشتهون وأعطاهم درسا بأن يحذروا من الحليم اذا غضب ومن الصابر اذا ملّ الصبر منه،وأزيد من الشعر بيتا أن في الطفيلة اعدادا كبيرة جدا ممن يتقنون علم وفنون السياسة وبواطنها ومقاصدها بمكافيليتها وعلم الاقتصاد ونظرياته الليبرالية بدعه يعمل دعه يمر لآدم سميث في ثروةالأمم وعلى دراية واسعة بخبايا الامور والعولمة ومقاصدها الكارثية على البشرية وللاسف يتجاهل أصحاب القرار كل ذلك ويعتقدون بأن البعيد عن العين بعيد عن القلب وياله من اعتقاد! وعذرا منك يا دكتور مهند على اطالة التعليق وهذه اضافة بسيطة لما سطرتموه في مقالتكم الرائعة عن بعد النظر في تصوير الحالة التي تفضلتم بترجمتها وزادتكم ألقا في قلوبنا ووجداننا ودمتم مشعلا منيرا لهذا الوطن مع تقديرنا للقلم وأبجديات الكلمات في صياغتكم واهتمامكم بالهمّ الوطني في اردن العز والكرامة .

  • 2 محمد ابراهيم الجرابعة \ الطفيلة 18-06-2011 | 07:50 AM

    اوجزت فأصبت فأبلغت
    شكرا لك

  • 3 خالد طه الخمايسه 18-06-2011 | 09:44 AM

    استسمحني ان اقول لك لقد وضعت يدك على الجرح فلا تضغط فهو يؤلم فقد ذكرتني بمأسي وجهائنا وشيوخنا ونوابنا واعيننا لا يسمنوا ولا يغنوا من جوع لقد عرفت التشخيص فهل من مداوي اقول لكم اعذرونا لقد طغى علينا ظلم ذوي القربى فهم منا ومن بيننا اقول يا طارق الباب ابشر بفزعت احرارا لا تلين لهم عزائموا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :