كان لقاءً محنكاً سياسياً، لا يملك أن يديره سوى ملك.
رسم تصوراً وأعطى سيناريو واحد لكيفية استقبال اهلنا في غزة.
قال نعم لاستقبال ألفين من الأطفال بغرض العلاج ، لا الإقامة والتهجير.
وترك المدعو ترامب يظهر حماقته ولئمه وأجنداته للإعلام الأمريكي والعالمي .
ترك الملك كلمات واضحة لن تطيب للعابثين فأكد أن القضية الفلسطينية قضية العرب وليس الأردن وحده، وقالها علانية: "مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردنيين فوق كل اعتبار ".
وبدأ الفئران والحمير والجرذان والذباب والبعوض بالتحليل والاتهام والانتقاد !!!..
وكالعادة الخيانة والتخاذل وكل الصفات الهابطة التي يتصفون بها يتلبسونها لشرفاء القوم وعليتهم .
هل كان المتوقع من الملك عبدالله مثلاً وهو الضيف المدافع المحنك أن يذهب للقاء المصارع ترامب ويطلب منه أن ينازله ويصارعه ليظهر للعالم من هو الأقوى!!
هل كان يجب أن يصفعه على وجهه وينتظر تصفيق الـعالم والصحافة له!!!
هل كان سيرضي قلوب الحمقى والمتخاذلين ما وراء الشاشات ؟؟
ايها القارئين ، ايها الجمع الكريم : لغة الملوك وعبدالله ليس بأي ملك ، لغةٌ لن يفهمها ساذج ولا متلاعب أو متآمر ، هي لغة سيفهمها اردني محبٌ لوطنه لديه غيرة على عروبته لا متعنصر ولا مصطادٌ بماء عكر .
ذهب بهيبة ملك ابنه ولي العهد على يمينه ينظر بفخر إلى أبيه وباشمئزازٍ إلى ترامب ومن يواليه.
جلس الملك ليقول المختصر وبعدها ترك المصارع ليحارب بكلماته وتصريحاته اللئيمة عالماً وأعلاماً من الشرق إلى الغرب .
ايها السادة:
المحنك هو من يدخل بيت عدوه بأدب.
المحنك ليس كثير الكلام.
المحنك لا يصطدم.
المحنك يرحم ولا يُذَلْ.
المحنك يساعد ولكنه لا يقبل الانتهاك.
المحنك يغيث الجار ولكنه يحمي حمى الدار.
المحنك يعطي بطيب نفس ولكنه لا يعطي قوته بأمرٍ من عدوه.
المحنك ملك.
فكفاكم يا علوك ..
هذه العبارة "علوك بتحكي على ملوك" في العادة يقولها الكبار عند الاشمئزاز من الصغار .
باسمي وباسم كل اردني حر مع الملك أقولها لهم: لا يجوز للعلوك ان تنتقد الملوك.