facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا وأوكرانيا: من جذور الصراع، إلى تأثيراته العالمية


مظفر عثمان ابداح
18-02-2025 09:48 PM

تشكل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا واحدة من أكثر العمليات العسكرية تعقيدًا في العالم منذ بدايات القرن الحالي، تلك الأزمة التي لا تحمل طابع حرب إقليمية فحسب، حيث أنها تعتبر نقطة تحول أعادت تشكيل التحالفات الدولية في العالم، التي تطرح علامات استفهام حول النظام الدولي الحالي، وتعددت الأسباب حول تلك العملية، بدءا من الخلافات التاريخية مرورًا بالصراعات جيوسياسية إلى قضايا أمنية وسياسية ووصولًا إلى قضايا اقتصادية والتي تعتبر ذات أهمية لكلا البلدين، وفي هذا المقال سنتعرض إلى خلفية الصراع وتأثيره والآفاق المستقبلية لتلك الأزمة.

التأثير التاريخي
العملية الروسية الأوكرانية ليست وليدة يومنا هذا، أو أنها بدأت عام 2014 أو عام 2022 بل إنها قبل ذلك بكثير، حيث كان الروسيون سابقا يعيشون في أوكرانيا وغرب روسيا بالتحديد موسكو وهي عاصمة روسيا الحالية، وبدأت الحرب عام 1853 بين روسيا وتحالف يضم كل من فرنسا وبريطانيا والدولة العثمانية وسردينيا واستمرت تلك الحرب 3 سنوات، وعرفت تلك الحرب بحرب القرم وهي جزيرة يتصارع عليها الروس والأوكرنيون إلى يومنا هذا، وكان سبب تلك الحرب هو حقوق الأقليات المسيحية في الدولة العثمانية، وتلك الأقليات كانت من الطائفة الأرثوذكسية، وهنا كانت فرنسا وبريطانيا تهتم بالطائفة الكاثوليكية فقط، لذلك دعمت الدولة العثمانية، بعد ذلك بدأت النزعة الطائفة والتي ما زالت إلى يومنا هذا، إلا أنها تغيرت قليلًا مع ظهور الطائفة البروتستانتية مع ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت العلاقة الروسية الأوكرانية بعد انفصالهما تحت الاتحاد السوفيتي، وفي عام 1954 أعلن الاتحاد عن ضم القرم إلى أوكرانيا، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن ينهار الاتحاد لذلك لم تكن هناك ممانعة من الروس، ولكن مع انهيار الاتحاد عام 1991 ظهر هناك رغبة عند الروس باسترجاع القرم إلى روسيا، واستمرت تلك الرغبة حتى ظهور الانفصاليين على جزيرة القرم وإقليم دونباس المطالبين بضم تلك المناطق إلى روسيا الاتحادية، لذالك قامت روسيا بغزو أوكرانيا لضم تلك المناطق بالقوة.


التأثير الجيوسياسي

تعتبر الجغرافيا الروسية جغرافيا معقدة جدًّا، حيث أن روسيا والتي تعتبر أكبر مساحة في العالم، إلا أنها تشكل عبئا كبيرا على الحكومة الروسية، حيث هناك جبال سيبيريا الباردة وجبال أورال التي تفصل روسيا إلى قسمين، الجانب الآسيوي والجانب الأوروبي، وهذا يعني أن روسيا لا يمكن غزوها من الشرق، وتعتبر المنطقة الشرقية شبه خالية ولا تصلح للعيش حيث 80% من سكان روسيا هم في أقصى الغرب وهي الخاصرة الرخوة - كما يقال-، لذلك هناك رغبة عند روسيا بالتوسع نحو الغرب، وهذا يكون سببًا آخر بغزو روسيا لأوكرانيا.

التأثير السياسي
يعتبر التأثير السياسي من أهم العوامل المسببة للعملية الروسية، حيث وضع الاتحاد الأوروبي أوكرانيا كأحد الدول التي يمكن ضمها للحلف، وأيضا رغبة أوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو (حلف شمال الأطلسي)، وهذا ما يشكل خطرًا على الأمن القومي الروسي، لذلك تعتبر أوكرانيا هي من بدأ بالحرب، حيث أصبحت أوكرانيا سلاحًا يستخدمه الغرب لقتال روسيا، وتعتبر أوكرانيا الخاسر الأكبر من تلك الحرب.

التأثير الاقتصادي
ينقسم الدور الاقتصادي إلى قسمين، الأول التأثير حيث تعتبر روسيا من أكثر الدول في العالم إنتاجًا للنفط والغاز، حيث هناك دول أوروبية تعتمد على روسيا بشكل كامل كمصدر لأهم مصادر الطاقة، وهذا ما تسبب بارتفاع أسعار الطاقة عالميًّا، أم القسم الثاني وهو تصدير أوكرانيا للبذور في العالم، حيث تعتبر أوكرانيا من أهم الدول التي تصدر البذور في العالم، لذلك قد توثر على الأمن الغذائي العالمي، لذلك أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السماح بتصدير البذور الأوكرانية، وأيضا تصدير البذور من روسيا للدول الفقيرة مجانًا.

باعتقادي أن الأزمة قد تنتهي قريبًا، وذلك إذا تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم أوكرانيا، وهذا ما لمّح إليه الرئيس دونالد ترامب عدة مرات، وهناك دعوات لعقد اجتماعات لوقف الحرب، وهنا: لن تخرج روسيا مهزومةً أبدًا، حيث ستشترط عدة شروط في أي تفاق قادم، ومن أهمها:

1-الحياد الأوكراني وذلك بتعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونزع السلاح الأوكراني وضمانات أمنية لروسيا، وبذلك تضمن منع أي تهديد عسكري من أوكرانيا.

2-حكم ذاتي للمناطق الانفصالية، أو ضمها لروسيا بشكل نهائي، وذلك لحماية الروس في أوكرانيا

3-رفع العقوبات الغربية تلك التي فرضتها الدول الأوروبية وأمريكا على روسيا

4- المساعدة في إعادة الإعمار وهذا لدعم روسيا في إعادة إعمار المناطق المجاورة لأوكرانيا

5-اعتراف دولي بالتغيرات الجديدة مثل ضم القرم إلى روسيا

وهذه الشروط الروسية التي قد تطلبها روسيا في أي اتفاق قادم وبالتأكيد قد تتطلب تلك الشروط تقديم التنازلات لإرضاء الأوروبيين الذي أصابهم بعض الانزعاج من التلميحات الأمريكية بالتخلي عنها في المستقبل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :