الشخص النرجسي هو الذي يستطيع أن يجرحك، وحين يرى عمق جرحك، يملأه بالملح، ثم ينظر إليك قبل أن يمضي، ليتأكد من حجم الألم، الذي تعانيه دون أي رحمة أو شعور بالذنب.

وبعد ذلك يبدأ الشخص المؤذي بتبرير سلوكه المريض بإسقاط أبشع الصفات السلبية عليك ، في محاولة لاقناع نفسه قبل الآخرين بأنه على حق، وأن ضحيته شخص سيء يستحق الأذى.

نعم، البعض قادر على أن يؤذيك بلا رحمة ليملأ فراغات روحه المتعفنة بالحقد والحسد والغيرة، في محاولة لملء النقص الذي يشعر به، والإحباطات المتراكمة بداخله، والتي صنعت منه نفسًا مريضة أمارة بالسوء.

النفس الأمارة بالسوء تتلذذ بأذى الآخرين، وللأسف هي موجودة بيننا ولا أحد يستطيع أن ينكر وجودها في حياتنا.

علمني الوجع أن الكمال في الجنة، وأن علينا أن لا نقف عند مواقف أو أشخاص كان مرورهم ضررًا، أو قد يكون على شكل دروس وعبر.

الكثير من الألم يكشف الحقائق، ويفتح البصيرة.
والحياة أكبر من أن نختزلها في حدث واحد أو قصة موجعة. هي كالبحر، الذي مهما طفت على سطحه الجيف، يظل عميقًا في أحشائه الدرر.

لن تضيق الأرض بما رحبت، ولا تحزن على التجارب القاسية والظروف الصعبة، فهي ليست دائمة.
كن أقوى من الزمن ولا تنتظر الأمنيات التي ضلّت الطريق، وحاول أن تعيش حياتك كناجٍ، لا كضحية.

اسعَ لتغيير كل واقع قبيح يؤذي روحك؛ فالتغيير قرار، وهو ينبع من النفس. لا تستسلم أبدًا للضيق، كن إيجابيًا قويًا، وألهم نفسك بالغد الأفضل.

لا تثق كثيرًا بمكانتك في القلوب، فالبشر تستيقظ كل يوم بمشاعر مختلفة، تتغير نظرتهم باستمرار، وتتقلب عواطفهم في لحظة.
على هامش الزمن، درب روحك أن تحلق مع النوارس البيضاء عاليًا في سماء الإنسانية.

قد لا نعرف جميع قواعد السعادة والرضا في الحياة، ولكن بالتأكيد أن أهم قاعدة للتعاسة هي محاولة إرضاء أو استرضاء الآخرين.

من العبارات التي أحبها: "كل الأشياء الحقيقية في هذه الحياة تحدث لمرة واحدة فقط، الموت، الميلاد، لا شيء يحدث مرتين غير الوهم"، فعيش الحقيقة كما يجب أن تعاش.

مثل أي دكتور جامعي، سمعت كثيرًا عبارة: "أريد أن أكون مثلك"، من طلابي. ورغم أن العبارة كانت تسعدني للحظات وتشعرني بالرضا الذاتي، وهو أقصى درجات احترام وتقدير الذات،
لكن هناك سؤالًا كان يراودني دائمًا: هل تعرفون حقًا من أنا؟ هل تدرون ما مررت به من ظروف بحلوها ومرها؟

بكل مرة كنت أسمع عبارة مماثلة، كنت أجيب: "كن نفسك بشخصية فريدة تميزك عن غيرك. اصنع من ضعفك قوة، ومن هشاشتك عاطفة قوية صادقة، تتنفس عذوبة".

ابتكر الجديد، وأبدع في صنع واقع مختلف وبعيدا عن كل ما مضى، واقع تولد فيه من جديد، بروح لا تفقد شغف الإحساس بالدهشة، ولا تمل من الاحتفاظ بكل ما هو حقيقي، أصيل وجميل في الحياة.