لإلقاء الضوء وتبديد الضبابية ومزيد من الفهم الشرعي والعلمي لمسألة تتكرر اثني عشر مرة بالعام، اثنتين منها بضجة اعلامية كبيرة وتداول شعبي بنطاق واسع بالمجالس ، والعشر مرات اخرى تمر مر الكرام دون لجة او ضجة.

هذه المسألة هي تحري بدايات الاشهر القمرية.

ومن أجل ذلك قمنا بزيارة لسماحة المفتي د. احمد الحسنات للإطلاع عن كثب على آلية التحري وللحصول على المعلومة من مصدرهها، وذهلنا وانبهرنا بنفس الوقت بالمستوى العالي من الدقة والمهنية العالية وللشفافية والمرجعية العلمية والدينية التي يتم بها هذا التحري لبدايات الاشهر القمرية ومن ضمنها تحري بداية شهر رمضان وشوال، والضجة هنا تاتي لارتباط هذين الشهرين بركن من اركان الاسلام وهو صوم رمضان، من ناحية تحديد بدايته، وكذلك تحري شوال المرتبط بنهاية الصوم وبدء عيد الفطر.

علمنا ان هناك سبع مدارس يعتمدها الفقهاء والمختصين بالحكم على مسالة التحري للموائمة بين الفقه والفلك ، اخذ الاردن بأكثر المدارس قربا للعقل والمنطق والدين ايضا ،وهي: تولد القمر فلكيا وبنفس الوقت إمكانية رؤيته بصريا بمدة كافية بعد الغروب ،سواء بالاردن او اي من الدول المجاورة ضمن المنطقة او الاقليم ،وما زالت هذه المدرسة تثبت منطقيتها ودقتها عاما بعد عام مقارنة بما يحدث بالدول الاخرى من ارتباك وضبابية واضحة، والاثباتات هنا هي بالأدلة والاحصائيات وشهادات الغير ايضا.

علمنا ايضا ان قرار دائرة الافتاء هو قرار جماعي مؤسسي ، وليس فردي، وهذا القرار مكون من تصويت احد عشر عضوا وبالاجماع، وهؤلاء الاعضاء هم ممثلين عن جميع الوزارات والهيئات والدوائر المعنية بالامر( المفتي، وزارة الاوقاف، قاضي القضاة الدوائر العلمية المختصة بالفلك...الخ) ،ايضا تأكدنا بأن هذا القرار مستقل استقلالا تاما وليس لاي جهة عليا داخلية او خارجية ، ادنى تدخل بهذا القرار لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى بالايحاء .

مؤسسة الافتاء الاردنية هي مؤسسة وطنية ومفخرة للاردن بامتياز تعمل لمصلحة الوطن والدين على حد سواء ويشهد لها من الخارج قبل الداخل بحرفيتها ومهنيتها العالية حتى انها اصبحت مرجعا للدول المجاورة بقراراتها التي اثبتت الشواهد والادلة صحتها ودقتها ولو بعد حين.

نحن بدورنا كمواطنين وجب علينا الوقوف خلف مؤسساتنا الوطنية ( دائرة الافتاء مثلا)ودعمها وعدم التشكيك والطعن العشوائي بقدراتها ، وهكذا مسيرة الوطن ككل هي عملية مستمرة وشاقة ومضنية تتطلب تكاتف جميع جهود مكونات الدولة خلف قيادة الوطن المشهود لها بالحكمة والرشد وكل عام والوطن بالف خير.