facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. حين تكون الكرامة موقفًا والثبات عهدًا والقيادة من نسل النبوة


أ.د احمد منصور الخصاونة
07-04-2025 11:19 AM

في زمن التخاذل، وزمن البيع والشراء بالمواقف، يقف الأردن شامخًا، عصيًا على الانكسار، ثابتًا في خندقه، لا يساوم، ولا يبدل، ولا ينحني. وفي كل مرة يخرج من يحاول الطعن في موقفه من القضية الفلسطينية، نردها مدوية: هذا وطنٌ لا يعرف الخيانة، وهذه قيادة وُلدت من صلب الكرامة.

الأردن لم يُخلق ليكون وطنًا بديلاً، ولم يكن يوماً عابرًا على خارطة الأمة، بل هو السور الأخير، والخندق الأصيل، الذي وقف في وجه مؤامرات التصفية والتهجير، وحمى كرامة الفلسطيني حين تخلّى عنه الجميع.

ويخطئ من يطعن في شرعية القيادة الهاشمية أو يشكك في دوافعها، فالهاشميون لم يأتوا إلى الأردن بحثًا عن ملك أو سلطة، بل استجابة لنداء الأمة ووحدة الصف. فهم ملوك قبل أن يعرف الشرق العربي المعاصر معنى الدول وحدودها، وكانوا سادة على أطهر بقاع الأرض – مكة والمدينة – قبل أن تُنسج خرائط جديدة في ظلال الاستعمار.

ومن يجهل التاريخ، فليقرأ عن الهاشميين الذين كانوا ملوكًا على الحجاز، سادةً على مكة والمدينة، قبل أن يلبّوا نداء الأمة، ويحملوا مشعل الثورة العربية الكبرى. لم يأتوا طلابَ ملك، بل رُسلُ حرية، فاختاروا الأردن منبرًا لوحدة العرب، لا ساحة لمشاريع الاستعمار.

ولمن يزاود ويسأل: "لماذا لا تدخلون الحرب؟"، نقولها بثقة: لسنا من يصرخ في الظلام، بل من يقف في النور بثبات. الحرب ليست هتافًا، بل مسؤولية وشرف، ومن يعرف حجم الأردن وظروفه، يعرف أنه يحمل ما لا تحتمله جبال، ويصمد في وجه ما يُسقط دولاً.

لقد تخلّى كثيرون عن الأردن، لكنه لم يتخلَ عن أحد. وقف وحده مرارًا، لكنه لم يتراجع، ولم يبع.
ولولا تلك اللحمة التي تربط بين شعبه وجيشه وقيادته الهاشمية المباركة، لما بقي صامدًا كما هو اليوم.

قيادتنا لا تستمد شرعيتها من صناديق، ولا من مواثيق دولية، بل من نسبٍ موصول بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن عهدٍ تربينا عليه: أن الكرامة لا تُشترى، وأن فلسطين ليست حدودًا... بل وجدان وهوية.

قالها الحسين – طيب الله ثراه –:
"فلسطين ليست على حدودنا... بل في أعماق قلوبنا."
ورددها الملك عبد الله الثاني في كل محفل:
"القدس أمانة، والأمانة لا تُفرّط."

فدعوا عنا الأصوات المترددة والمشككة، فنحن لسنا في اختبار وطنية، ولسنا في مزاد مزايدات.
نحن الأردن... حيث يقف الشرف على قدميه، وحيث تسكن الكرامة في وجدان كل جندي ومواطن وقائد.
وسنبقى، ما دام فينا نفس، على العهد والوعد، لا نحيد، ولا نلين، ولا نخون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :