عام ونصف من الحصار والموت البطيء ولا أحد يتحرك
كابتن اسامة شقمان
08-04-2025 10:30 AM
اليوم تُكمل غزة ثمانية عشر شهرًا من المعاناة المستمرة تحت العدوان والحصار، في ظل غياب تام لأي تحرك جاد من العالم.
منذ بدء العدوان، يعيش سكان غزة كارثة إنسانية متصاعدة، ليست مجرد أزمة عابرة، بل واقع يومي قاسٍ يعصف بكل جوانب الحياة. فقد تحوّلت غزة إلى مساحة من الركام والأنين، حيث لا مأوى، ولا ماء، ولا طعام، ولا كهرباء، ولا علاج.
المياه النظيفة لم تعد متوفرة، وشبكات الصرف الصحي انهارت بالكامل، مما أدى إلى تفشي الأمراض وتهديد حياة الآلاف من الأطفال والمرضى وكبار السن. انقطاع الكهرباء ولا تشغيل للمستشفيات، ولا إنارة تُطفئ ظلام ليالٍ ممتدة من الألم والخوف.
الطعام، أبسط حقوق الإنسان، أصبح رفاهية نادرة، والخبز الذي كان يسد الرمق اختفى من المخابز التي توقفت عن العمل بسبب غياب الطحين. الجوع يحاصر الجميع، خاصة الأطفال الذين ذبلت أجسادهم تحت وقع الحرمان.
النساء يدفعن ثمنًا مضاعفًا، بين رعاية الأطفال، ومعاناة الفقد، وتحمّل قسوة الظروف. أما الأطفال، فهم الضحية الأكبر: بلا مأوى، بلا غذاء، بلا مدارس، وبلا أمل.
ورغم كل هذه الكارثة، يكتفي العالم بالصمت، بالمشاهدة، بالتصريحات الباهتة. لا تدخل حقيقي، لا ضغط فعلي، لا إنقاذ.
ثمانية عشر شهرًا من الموت البطيء… من التجاهل … من خذلان العالم لغزة.
إلى متى؟