الملك يوجد من ضيق المساحات فرصاً وآفاقاً لوقف الحرب
حمزة العكايلة
09-04-2025 12:42 AM
بعد جولة أوروبية تصدرت أولوياتها القضية الفلسطينية ووقف الحرب على غزة، جاءت مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني بقمة ثلاثية في مصر مع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، ليبقى الأردن في طليعة حراك عربي دولي يسعى إلى وقف الحرب الوحشية التي تقوم بها دولة الاحتلال بعناوين إبادة وتدمير.
الملك وفي رسالة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية النهوض بدور فاعل إنساني وأخلاقي وقانوني دولي، يحذر الجميع بأن استمرار الحرب سيقود المنطقة إلى الإنزلاق بالفوضى، وحينها بالتأكيد ستكون ارتدادات ذلك على العالم أجمع، ولكي لا يحدث ذلك، يرفض الملك كل دعوات التهجير، وضرورة وقف الحرب، وإدخال المساعدات العاجلة للقطاع المنكوب الذي دمرت إسرائيل فيه كل مقومات الحياة وجعلته خراباً وشاهداً أمام مرآة الضمير الإنساني على أبشع الجرائم التي عرفتها الإنسانية.
وفي موازاة ذلك، يساند الملك كل جهد سياسي يدفع إلى تقديم مقاربة وتسوية عادلة تضمن الحق الفلسطيني، عبر إحياء فكرة حل الدولتين، التي تضمن كامل الحقوق الفلسطينية، ولذا فإن الجهد الأردني يوجد من ضيق المساحات فرصاً وآفاقاً لحل وسط حالة اليأس، حلاً ينقذ المنطقة من الفوضى، حلاً ينقذ سكان غزة، ويدفع بإيجاد دعم دولي للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، قبيل المؤتمر الدولي الذي من المفترض أن تستضيفه مصر قريباً من أجل دعم خطة الإعمار، وقبيل المؤتمر الدولي الذي دعت له السعودية وفرنسا في نيويورك بعد نحو شهرين من أجل تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وأمام تعنت إسرائيل، وأمام وحشيتها وإجرامها الذي سيقود المنطقة للفوضى، على مراكز القرار الدولي أن تنحاز إلى صوت المنطق وأن تتوقف القوى الداعمة لإسرائيل عن هذا الجرم الذي ستبقى الأجيال تذكره بعين وعقل من الغضب، وعلى النظام الرسمي العربي أن يتحرك بفاعلية من أجل فلسطين أولاً ومن أجل كل قطر عربي ثانياً، فبقاء إسرائيل بهذا الإجرام يهدد دولاً أخرى، ولن يسلم طرف دون سواه، فحلم إسرائيل الكبرى والتوسع يجب لجمه بكافة السبل.
ويبدو مهما استثمار حديث ترامب مع نتنياهو في جلسة أقرب لتوبيخ سياسي ووضع ضوابط وكوابح لأوهام وخطط نتنياهو وهو ما تجلى في حديث ترامب عن ايران وتركيا وكذلك المساعدات الكبيرة المقدمة لإسرائيل، وكأن واشنطن تقول إن مصالحها أولا وهذا يعبر عن عقلية ترامب فهو ليس رجل ايدولوجيا بقدر ما هو رجل مصالح.
مجمل القول والمهم أيضا أن لدى العديد من الدول العربية ثقلاً ومصالح مع الغرب والولايات المتحدة على وجه التحديد يمكن أن تستثمرها لتغيير قواعد العلاقة، عبر موازنة المصالح مع أولوية وشرعية الثوابت وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته وإقامة دولته، ووقف توغل إسرائيل في الأراضي العربية وعنوانها اليوم سوريا، وبدون ذلك فإن القادم سيئ جداً. والأيام شواهد.
"الدستور"