بعض الأحداث محمّلة بالمتاعب، ليست كغيرها من القصص، تختلف بمضمونها، تجعل من التفاصيل تربو على انتظار النتائج القاسية وجملة من الخسائر. تمرّ أروقة المكاتب في الوزارات، وتأخذ حيزاً في ممرّات الوطن، تنتظر حلاً وإجراءات عملية أو دراسات مكثفة لحصر فاعليتها وانتشارها، تنتظر تدخل الحكماء، لإجراء خطواتٍ شبه معقدة وجهود مكثفة حتى الخروج من غرف العمليات. يعقب ذلك نجاحاً، تنبض فيه شرايين الوطن، والإنعاش، ولفّات بالتزامن مع مشاغل الوزير الكثيره.

كذلك أزمة مربي الأبقار والمواشي في اقليم الشمال، ومخاوفها وخسائرها، وآمال العاملين في القطاع الحيواني، التي باتت تلك الأزمة تحدُ من مخططاتهم وإنتاجاتهم، وتؤرق أعمالهم، وتصيب حوالي 500مزارع بقر واغنام من أصل حوالي الالف موجودين في الأردن، وحوالي الالاف مزرعة مختلفة، وفقاً للنظام الإلكتروني المتكامل لتعداد الحيواني في الاردن.

كنت قد كتبت مقالات شاملة عدة تهم المزارعين كافه، خوفاً على القطاع الزراعي والحيواني، ولأنّ شهادتي فيه مجروحة بمعالي المهندس خالد الحنيفات.ولو كتبت من الجلده إلى الجلده عنه لايعطى حقه في بناء اردن زراعي يساهم في الأمن الغذائي للوطن وتطوير القطاع ،يعرف جميعنا حجم الطموحات من هذا القطاع، ومدى حاجة المواطنين للحفاظ على مصادر دخلهم العائد من الاستثمار في الثروة الحيوانية، سيما أن 9.7% من سكان الأردن يقطنون الرياف.

كيف تعامل معالي الوزير خالد الحنيفات؟

كنت قد وجهت لوزارة الزراعة الانتقادات، عبر آخر المقالات، وكان الحديث عن ضائقة الحمضيات واستيراد البطيخ حيث كان صعباً ومؤرقاً، لكنّ معالي الوزير يفتح صدره، ومكتبه، وهاتفه، للرسائل والشكاوى، ومدير مكتب الوزير دكتور ابورمان حمل تلك الرسائل باقتدار.

وقد علمت حين حدوث الأزمة أن الوزير قام بتأجيل مهمة له في الخارج، ليبقى بجانب طاقم الوزارة، لينهي ملفات عديده تهم المزارعين، واستقبل الأفكار المختلفة التي تصب في مصلحة قطاع الثروة الحيوانية، واستمع لشكاوى المزارعين، وتواصل مع المتضررين.

وفي إحدى المقالات كنت دعوة دولة الرئيس لزيارة لواء الطيبة..وأثر بالوعود فقط حتى يتسنى له الاستماع إلى ما يعنيه اللواء واقليم الشمال عامه .. وهنا ما نقول الا دولة الرئيس يوعد ..ومعالي وزير الزراعة ينقذ ويبني ..

اليوم ومن خلال لقاء جمع ثلة من المزارعين من مربي المواشي ومعالي خالد حنيفات، وكان الأثر لسعادة النائب دكتور اياد جبرين.

حيث استمع معالي الوزير للعقبات التي تواجه المزارعين وخاصة موضوع الحليب وعملية تسويقه.حيث وعد معالي الوزير بأن يدعم اقليم الشمال بمصنع حليب شامل لغاية مليون دينار اردني علما وأن سبق وجه مدير عام الاقراض الزراعي لا دعم كافة المزارعين باعطاء قروض أعلاف بدون فائده ضمن أسس معينه .حيث يستفيد جميع المزارعين منها ومشكلة التعداد والترقيم للمواشي حيث اوعز معاليه سيكون هناك لجان في شهر ٥ القادم لحل مشكلة الأعلاف المدعوم، كما نشكرك سعادة النائب الدكتور اياد جبرين لاهتمامه في المزارعين في كافة ارجاء الوطن .

ومن خلال اتصالي مع عطوفة المهندس محمد البلاونه مدير الاقراض الزراعي مشكورا لتذليل عملية الاقراض للمزارعيين عمل على حذف شرط أن يكون لدى المزارع رخصة حيث عمل على توجيه كافة الفروع شريطه أن يكون المزارع يحمل دفتر التحصين حسب الأصول ، وهذا يدل على أن وزارة الزراعه تعمل ك خلية النحل لا تعطي الا العسل.

بمتابعة خاصة من معالي الوزير،وبأسلوبه المتعارف عليه وقت الأزمات، يُفعّل دور اللقاءات، يوزع المهام والمسؤوليات، ويكثف الدراسات ويتابع الانجازات ، ويقف على ما وراء المشكلات. بروح القائد يقف أمام التحديات، وبتواضعه يستمع للحيثيات، لإجراء اللازم ولمعرفة النقطة الحاسمة لإنهاء الملفات.

عطوفة مدير زراعة محافظه اربد دكتور عبدالحافظ ابوعرابي يبذل كل الجهود قي ابقاء وبناء القطاع الزراعي في اقليم الشمال من خلال متابعته الشخصيه لكافة المديريات وتذليل الصعاب في طريق المزارعين وكان في لواء الطيبه الأثر الكبير قي شتى القطاع الزراعي وكل الجهود تثمر في خضم الظروف حتى تحقق روية وزارة الزراعه ومعالي وزيرها.

مدير زراعة لواء الطيبة المهندس بني عيسى مشكورا ، لم يدخر جهداً في هذه الأزمة، وحمل توجيهات معالي الحنيفات، ووعد بالمتابعه بالتفصيل لتحقيق النتائج رغبة برؤى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله النتائج، ويطبق رؤى الوزارة للوقوف على حالة القطاع الحيواني في لواء الطيبه وكل موظفي مديرية الزراعة في لواء الطيبة كانت جهودهم متميزة، من خلال وقوفهم على احتياجات المزارعين في هذه الأزمة ومساعدتهم. وقد تطول القائمة لأنّ الكبار لا يعملون إلا بمعية الكبار، ووزارة الزراعة بقيادة الحنيفات في أيدٍ أمينة.

كذلك هي جملة الأحداث في هذا الوطن، تبدأ “أزمة”، ومن ثم تتحول إلى زرع طيب بيد النشامى في وزارة الزراعه ، إما أن تصبح كارثة وتحمل الويلات، أو تأتي مجهودات المخلصين من القادة وهم “الندرة” أمثال معالي المهندس خالد الحنيفات، ليتحول الصعب إلى مهمة لينة، يُستفاد من جدول أعمالها، وتختصر كلماتها بـ “كيف نتعامل مع الأزمة”.

حفظ الله الأردن وشعبه، وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.