facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العطلة انتهت .. لكن المشتتات الرقمية مستمرة بلا وعي


هبة الحبش
14-04-2025 02:46 PM

مع انتهاء العطلة، بدأت رحلتنا من جديد في التحديات الأسرية و التي من أبرزها: إعادة الأبناء إلى أجواء التركيز والانضباط بعد أسابيع – وأحيانًا أشهر – من الاسترخاء الرقمي.

تشير دراسات متعددة إلى أن الأطفال يقضون خلال العطلات ما بين 6 إلى 9 ساعات يوميًا أمام الشاشات، أي ما يعادل ربع اليوم تقريبًا، مما يضعف مهارات التركيز ويؤثر على جودة النوم والمزاج فالإفراط في استخدام الهواتف والألعاب الإلكترونية، وتراجع الالتزام بالروتين ترك أثراً على الأطفال واليافعين في صعوبة التأقلم مع العودة المدرسية.

وقد لوحظ أن الطلاب الذين يستخدمون الشاشات أكثر من 4 ساعات يوميًا هم الأكثر عرضة لتدني تحصيلهم الدراسي بنسبة قد تصل إلى 30%! وذلك وفقًا لدراسة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. وما يثير القلق بأن الآثار السلبية الناتجة من التسمر وراء الشاشات الإلكترونية تصل بالأطفال إلى حد التوتر والانعزال عن العالم الحقيقي المحيط بهم، وربما في بعض الأحيان يصل إلى حد العنف.

الآن علينا أن نعترف لأنفسنا بحقيقة أن الخطوات الأولى بعد قضاء إجازة طويلة هي الأصعب، وعلينا الاعتراف بأن العودة إلى الانضباط والتركيز لا يحدث تلقائيًا، بل يحتاج إلى تخطيط وتدريب وقليل من الصبر. ومن هنا يبرز دور العائلة الرئيسي في إدارة هذه العودة الذكية.

الخطوة الأولى وهي الأهم، هي إعادة جدولة اليوم بشكل تدريجي، فالنوم المبكر لا يعود بقرار لحظي، بل بضبط تدريجي يبدأ قبل أسبوع على الأقل من العودة إلى الدراسة، وذلك من خلال تقديم موعد النوم وأن يتزامن مع منع استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، ومن أساليب هذا الضبط هو الاستعانة بأنشطة خفيفة تهدئ العقل مثل قراءة القصص أو الإستحمام قبل النوم، أو تناول كوب دافئ من الأعشاب.

ثانيًا، من الضروري وضع قواعد رقمية واضحة من شأنها الحد من استهلاك الوقت العبثي وراء الشاشات، مثل تحديد أوقات استخدام الهاتف وحصره في أوقات محددة بعد أداء الواجبات أو في عطلة نهاية الأسبوع. كما يُفضل اعتماد مبدأ "الاستخدام الواعي" بدلاً من المنع التام، كأن يُستخدم الجهاز لمراجعة فيديو تعليمي أو تطبيق تدريبي في مادة ما.

ومع اقتراب الامتحانات، تصبح الحاجة إلى إدارة الوقت أكبر. وهنا يأتي دور الأهل في مساعدة الأبناء على بناء خطة دراسية مرنة:
تقسم المواد إلى أجزاء صغيرة.

تخصيص وقت للمراجعة وآخر للتطبيق.

وضع خطة أسبوعية تتضمن تكون شاملة وتعليقها في مكان محبب للأبناء أو في أكثر غرفة يقضون فيها أوقاتهم.

استخدام طرق مراجعة متنوعة مثل البطاقات، الخرائط الذهنية، أو استخدام تقنية "فاينمان" وهي طريقة الشرح للأهل بصوت مرتفع، بأنها طريقة فعالة ومحفزة.

وفي حالات التشتت المستمر التي يعاني منها أغلب الأباء، يمكن تطبيق تقنية "البومودورو"، وهي أن يذاكر الطفل لمدة 25 دقيقة بتركيز، ثم يأخذ راحة من 5-10 دقائق، ويكرر الدورة 4 مرات قبل أن يأخذ استراحة أطول، هذا الأسلوب يساعد على مقاومة الملل وتحسين جودة التركيز.

وجدير بالذكر أنّ فصل مكان الدراسة عن مكان الترفيه أو النوم، هو الأفضل للتركيز وقد ثبت أن الفصل المكاني يساعد الدماغ على "تمييز السياق"، وبالتالي يركز بسهولة أكبر.

ولا ننسى الجانب العاطفي. فالدعم النفسي من الأهل ضروري، خصوصًا حين يشعر الطفل بالضغط أو التوتر. بدلاً من اللوم أو التأنيب، و يمكن للأهل طرح أسئلة على أطفالهم تساهم في توثيق العلاقة بينهم وتطمئنهم، مثل: "ما الذي يشغلك؟"، أو "كيف أساعدك في حل هذه المسألة"، مع تقديم كلمات تشجيعية ومكافآت بسيطة عند الالتزام بالخطة، ويجب التنويه على دور الأخوة في مساعدة بعضهم البعض مما يزيد في الترابط الأسري.

أما القدوة، فهي العنصر الحاسم. حين يرى الطفل أن والده يطفئ هاتفه أثناء الجلسة العائلية، أو أن والدته تخصص وقتًا للقراءة أو العمل دون مقاطعة رقمية، يصبح السلوك الجيد نموذجًا طبيعيًا وليس مطلبًا خارجيًا.

وهنا لا يغيب الجانب الروحي والديني، الذي يُعد مصدرًا عميقًا للسكينة، وتحفيزًا داخليًا يعين الأبناء على التنظيم والالتزام. فمن المهم أن نربط أبناءنا بنيّة التعلم كعبادة، وأن نسقي فيهم المعنى الإيماني للدراسة: أن طلب العلم عبادة، والسعي للنجاح هو من تمام شكر النعمة، كما يمكن استثمار أوقات الصلاة كمحطات تنظيمية خلال اليوم: ما قبل الفجر مثلاً وقت مثالي للمراجعة بهدوء، وبعد العصر فترة ممتازة لحل التمارين، وهكذا يرتبط اليوم الدراسي بإيقاع روحي يعمّق الشعور بالبركة في الوقت.

وقد لاحظ مربون كُثر أن الأبناء الذين يبدأون يومهم بأذكار الصباح أو يستفتحون الدراسة بدعاء "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً" يعيشون حالة من الطمأنينة والتركيز، حتى في أيام الامتحانات. وإشراكهم في صدقة بسيطة بنية التوفيق، قد لا يغير النتيجة حسابيًا، لكنه يغرس قيمة أن التوفيق من الله، ويخفف من القلق، ويغذي الثقة بالنفس والاعتماد على الله.

إن عودة الأبناء إلى الدراسة بعد الإجازة ليست فقط عودة إلى المناهج، بل هي فرصة لإعادة التوازن الرقمي والذهني داخل الأسرة. ومع قليل من التنظيم، والصبر، والحب، يمكن أن تتحول هذه الفترة إلى نقطة تحول لفصل دراسي ناجح، ومهارات حياتية تبقى معهم مدى الحياة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :