القراءة الدقيقة للمشهد وخارطته وتفحص ظروف المنطقة وتحولاتها، والتوجهات الدولية وأولوياتها ومشاريعها، يحتم علينا "الأردنيين" أن نعض على مصالح الوطن العليا "أردننا دولتنا مؤسساتنا هويتنا مشروعنا نظامنا" بالنواجذ ولا نكلفه فوق طاقته،

المرحلة حساسة جداً وهناك (وراء الأكمة ما وراءها) ومتطلباتها ضرورة ملحة وتحمل مكاشفات خطيرة تستدعي منا جميعاً ديدن الأردنيين الأصيل في المستويات كافة.
المرحلة ستشهد مكاشفات تحمل في طياتها عناوين كثيرة، منها ما ساهم في الاستقواء على الدولة ومؤسساتها وتقسيم المجتمع بين (البار والعاق) وفوضى الخطاب وتعصب النقاش، حتى بات ذلك كله عبأً على الأردن.

هذا البلد الأرجوان وأركانه تحمّلوا المسؤولية تجاه قضايا الأمة والمنطقة بأكملها، ولم يكن يوما إلا في خندقها، لكن لم تعد هناك طاقة أو فرصة، سمها ما شئت لتحمل الأردنيين لغة الهمز واللمز، وهو ما يعكس صورة الأزمة الحقيقية الناتجة عن بعض الأيدلوجيات السياسية.

مصالح الأردن والأردنيين، فوق كل اعتبار وتجاوزها يحتم إعادة (الصياغة) الفك والتركيب لكل المشهد الداخليّ، بما يلبي تطلعاتهم وطموحاتهم، لا خيار الاحتواء فقط والذي ما زال قائماً لربما.

لذلك أعتقد أن أهم ⁧‫مشروع‬⁩ سياسي للأردنيين اليوم أكثر من أي وقت مضى، مشروع أوحد ووحيد يتمثل في اتحاد الأردنيين سياسياً واجتماعياً وثقافياً، في سبيل الحفاظ على الدولة ومرتكزاتها والدفاع عن مصالحها وحيويتها، لا الضغط عليها أمام كل هذه التقاطعات السياسية وتحدياتها في المنطقة.

على عهد كلمة الحق وصالح الأردن والأردنيين نلتقي ليبقى ⁧‫الأردن للأردنيين‬⁩ وركزة أساسية موئلاً للعرب والأمة والإنسانية.