وزارةُ التّربيةِ والتعليمِ سواعدُ النّهضةِ وروافعُ الحضارةِ
د. عماد زاهي نعامنة
03-05-2025 01:49 PM
العملُ حياةٌ وعطاءٌ، ودأبُ إنتاجٍ ونماءٍ، وهمَّةٌ تطارحُ العلياءَ، وعزيمةٌ سقفُها السّماءُ، وإصرارٌ يحيلُ الدّروبَ نورًا من بعدِ جهالةٍ جهلاءَ، وسواعدُ تنعشُ الأرضَ فرحًا وإنْ بدتْ قاحلةً جدباءَ، و فِكرٌ منيرٌ يزهر بجهودِ العقلاءُ… إنّه إنجاز منقطعُ النظيرِ، وأداءٌ بتميّزٍ وإبداعٍ، وإحساسٌ بالمسؤوليّة تجاهَ الذاتِ والآخَرِ، وشعورٌ بقيمة الفردِ لذاتِه، يبادرونَ إلى مواقعِهم وحيثُ دعاهًم الواجبُ والشّمسُ في خِدْرِ أمِّها… عمّالٌ عاملونَ شعارُهم سامٍ سُمُوَّ عزائمِهِم، ولسانُ حالِهم يشدو: ما دمتَ منتِجًا فأنتَ موجودٌ، فقيمةُ المرءِ بما يعطي ويقدِّمُ من أجلِ البشريّةِ قاطبةً والإنسانيّةِ جمعاءَ.
أيُّها العمّالُ أفْنوا عمرَكم كدًّا واكتِسابا
واعمروا الأرضَ فلولا سعيكم أمستْ يَبابا
فتيجانُ السّلامِ وتحايا العزائمِ إلى أولئكَ الذينَ ينسجونَ عوالمَ النهضةِ بنبضاتِ قلوبِهم، ويشيدونَ مداميكَ الحضارةِ بحبّاتِ عرقِهم، ويسطّرونَ أسفارَ المجدِ بحروفِ عطائِهم، وينيرونَ دياجيرَ الدّروب ببريقِ عيونِهم السّاهرةِ، ويُحكِمونَ ملاءةَ الشموخِ والكبرياءِ بعروقِهم النّابضةِ بالبأسِ والحياةِ الّتي لا تعرفُ القنوطَ واليأسَ….
إليكُم عمالَ وطني على امتدادِ أردنّنِا الأعزِّ في يومِكُم العالميِّ الأغرِّ مواكبُ إجلالٍ وإكبارٍ، ومشاعلُ عزٍّ وفخارٍ، بحجمِ ما تناثرَتْ مِنْ على جباهِكُم الوضّاءَةِ وزنودِكم المعطاءةِ حبّاتُ اللّؤلؤِ عرقًا وكدًّا، ننظمُها عقدَ جُمانٍ مُنضَّدًا يزدهي به جيدُ الوطنِ؛ فيزهو مجدًا ويزهرُ حضارةً….
رجالٌ خُلّصٌ برَرةٌ لا تفتُرُ عزائمُهم ولا تلينُ قناتُهم، ولا يخبو نورُهم، لا يعرفونَ الكَلَلَ والمللَ، يواصلونَ العطاءَ بنهمٍ آناءَ اللّيلِ وأطرافِ النّهارِ وفي كلّ وقتٍ وحينٍ، فقد أبرّوا بقسمِهم حينَ أقسموا على اللهِ تعالى أنْ يراعوهُ في كلِ عملٍ ومهمّة، مستشعرينَ عِظَمَ قولِه عزّ َوجلَّ في محكمِ تنزيلِهِ: "وإنّهُ لَقَسَمٌ لو تعلمونَ عَظيمٌ" فيتفنّنونَ في تقديمِ إنجازاتِهم على خيرِ وجهٍ وأزْيَدَ، ديدنُهم الإحسانُ والإتقانُ في العملِ، مستحضرينَ قولَ رسولِهم الأكرمِ عليهِ أفضلُ الصلواتِ وأتمُّ التّسليمِ، حيثُ قالَ: " إنَّ اللهَ يحبُّ أحدَكم إذا عملَ عملًا أنْ يتقنَه".
لقد صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليهِ، وتعاهدوا الوطنَ بالرِّفعة والبناءِ، والمضيِّ قُدُمًا في التّحديثِ والتطويرِ وإعلاءِ مسيرةِ التنميةِ المستدامةِ في مختلفِ القطاعاتِ؛ ليبقى الأردنُّ عزيزًا وحصنًا منيعًا، ومتربِّعًا على سدّةِ مصافِّ الدّولِ المتقدّمةِ نهضةً وحضارةً وعزًّا وشموخًا تحتَ ظلِّ الرّايةِ الهاشميّةِ المظفّرةِ بإِمرَةِ مليكِنا المفدّى أبي الحسينِ عبدِ اللهِ الثّاني ابنِ الحسينِ حفظَه اللهُ ورعاهُ خيرِ مَنْ عملَ فأحسنَ العملَ وأعطى فأجزلَ العطاءَ وبنى فأعلى البناءَ…..
فإلى كلّ عاملٍ ينتجُ بإبداعٍ وإخلاصٍ وشغفٍ:
هنيئًا لكَ العيدُ الذي بكَ أصبحتْ
تروقُ الضُّحى وتَنْدى منه الأصائلُ
تلقّاكَ بالبُشرى وحيّاكَ بالمُنى
فبُشراكَ ألفٌ بعدَ عامِكَ قابِلُ
وإلى الأسرةِ التربويّةِ المثابرةِ في وزارتِنا الحبيبةِ مركزًا وميدانًا، سادةِ العملِ وروّادِه مدائنُ التّهاني وسحائبُ الخيرِ في هذا اليومِ وكلِّ يومٍ، فهُم لبُّ العطاءِ وعصارتُه، ومشعلُ الخيرِ ولبابُه، همُ الباذلونَ بنهمٍ غايةَ فكرِهم، الواهبونَ بشغفٍ غزارةَ نتاجِهم، العطّاؤونَ بهمّةِ العظائمِ وشموخِ العظماءِ….
حقًّا، بلْ حبًّا وكرامةً كلّ عامٍ وأجهزتُنا الأمنيّةُ وجيشُنا الباسلُ خاصّةً، وعمّالُ الوطنِ كافّةً حيثما كانوا بألوفٍ مؤلّفةٍ منَ البشائرِ والخيراتِ، على اختلافِ مواقِعِهم وتنوُّعِ معاولِهم وأدواتِهم، ما دامَ خيرُ الوطنِ وأهلِه المحرّكَ الأساسَ والغايةَ القصوى…
* مدير الشّؤون التّعليميّة- لواء الرّمثا