حرائق القدس: جنود الله على الظالمين
م. عبدالله الفاعوري
03-05-2025 06:08 PM
الحمد لله الذي أفرح قلوبنا وعقولنا وأفئدتنا، الحمد لله الذي أشرق لنا مباسمنا ، الحمد لله الذي جعل لنا الشماتة على أعدائنا. فمع صرخة كل طفل في غزة ظلما وقهرا ومع انتهاك حرمات كل شبر في غزة، فرحنا وأثلج الله صدورنا بالحرائق التي اشتعلت على مناطق الاحتلال.
يقول تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو). هذه الحرائق أعقبت انقسامات داخلية كبيرة وشرخا واسعا في دولة الاحتلال وخلفت خسائر اقتصادية كبيرة يصعب حصرها، وهذا مصير الظلم والتجبر على المستضعفين، فالله العظيم بحكمته وعدله قادر على أن يمحق الظلم لحظة وسويعة ولكن له ترتيبا لا يعلمه إلا هو، فحرائق الكيان الغاشم هي أحداث تتطلب منا الاعتبار والتفكر فيها، فهي تبين عظمة الله وعدله وضعف الطواغيت ومصيرهم المحتوم ولو بعد حين، وكذلك علينا أن نستذكر من هذه الحرائق قوله تعالى: (37) ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ۚ والله الغني وأنتم الفقراء ۚ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم (38).
فالمسلم مطلوب منه نصر أخيه في مواطن الضعف والظلم، كل حسب قدرته واستطاعته، فاللهم اعف عن تقصيرنا وضعفنا واجعلنا لحمة واحدة وجسدا واحدا ووحد صفوف أمتك على الحق والخير.
فالحمد لله ناصر عبده مذل عدوه -والحمد لله- الذي جعل في صدورنا غل لليهود والكيان الغاشم، فهنالك تفور شعبي عظيم ومنقطع النظير من هذا الكيان المعتدي وسيبقى الأردن بقيادته وشعبه وأرضه دائما سندا ودعما وعونا للأشقاء في غزة والضفة، وما يؤكد كلامي المرافعة التي تقودها الأردن الآن ضد جرائم الكيان في المحكمة الدولية فوحدة الدم قوة ونسأل الله الخير للأمة ونصر المستضعفين في كل البقاع.