برزت بشكل واضح وجليّ المشاكل التي يعاني منها الشباب الأردني، وذلك في دراسة مسحية للرأي العام أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، وهو مركز يتمتع بخبرة عالمية ومصداقية كبيرة.

وقد تبيّن أن أهم المشكلات التي تواجه الشباب هي الفقر، والبطالة ضمن متلازمة وسياق متصل وقلة فرص العمل، حيث تشكّل هذه القضايا الأولوية الأولى لدى هذه الفئة.

وهنا، لا بد من التركيز والتفكير العميق في كيفية إدماج الشباب في سوق العمل، وفي المشاركة الفاعلة بالتنمية السياسية، استنادًا إلى أولوياتهم واحتياجاتهم، كيف استنهاض طاقاتهم وجسر الخيبات والاحباط الذي أصابهم إلى أن تبخرت أحلامهم وأصاب العطب طاقاتهم، والسؤال الجوهري كيف نطبق الرؤى الملكية وتطلعات القيادة باعتبار الشباب حجر الزاوية أوتاد النهضة، الأرقام مفزعة ولكن هي ناقوس يدق لمن يلتقط المؤشرات ويجتهد لتبني آفاق شبابية تؤمن بهم وبأدوارهم وعقولهم دون إقصاء أو تهميش، ما زالت الفرصة سانحة لإنقاذ جيل من العقول والسواعد والطاقات والهمم.

وهنا لا بد من القول أن الجميع شركاء في المسؤولية حكومة وبرلمان ومؤسسات مجتمع محلي ومدني ونقابات، كما ويجب التركيز على ضرورة طرح برامج قادرة على التخفيف من وطأة هذه المشكلات على المجتمع الشبابي الأردني، إذ إنّ هذه التحديات متجذّرة في المجتمعات العربية بشكل عام، أن نبدأ رحلة التغيير والاستثمار البشري.

من هنا، تبرز الحاجة إلى العمل على إعداد برامج تُعيد صياغة بنية المجتمع الشبابي، انطلاقًا من أدوار التنشئة، وتعزيز التفكير الإبداعي، وثقافة الريادة في الأعمال.

ولنكن في سياق المنطق أمام الكتل الحزبية البرلمانية فرصة كبيرة لتأدية أدوار مهمة في هذا الشأن تسهم في إخراج الشباب من دائرة الإحباط واليأس، وتحول دون شعورهم بالاغتراب داخل مجتمعهم.