facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن والهاشميون صنوانٌ، والدفاع عنهما فرض عين


د. جاسر خلف محاسنه
09-05-2025 06:10 PM

في زمن الفوضى، يصبح الصمت الوطني تهمة، وتتحول المواقف الواضحة إلى أهداف سهلة لهجوم لا يرحم. الكل يسأل: لماذا الأردن؟ ولماذا كل هذا التشكيك الآن؟.

الأردن لا يصرخ. لم يتقن الصراخ يومًا. لكنه كان هناك. في القدس، في اللطرون، في باب الواد. كان جنديًا لا تسبقه الكاميرا، ولا تتبعه الخطب. يقاتل، ثم يدفن شهداءه بصمت، كمن يطوي الحزن في منديل أبيه ويضعه في الجيب الداخلي للسترة.

منذ أن رحل الشريف الحسين عن مكة وسار شمالا، كان يعرف أن الرمل ليس أقل قداسة من الزيتون، وأن العرش الذي لا يستند إلى البوصلة، مصيره التيه. ومنذ ذلك اليوم، صار الأردن وطنًا لمن لا وطن له، وظهرًا لا يخذل.

الهاشميون لم يحملوا السيف فقط، بل حملوا الرسالة. من الملك المؤسس الذي ترجل في القدس، إلى الحسين الذي أرسل اللواء حابس المجالي يذود عن المدينة القديمة، إلى عبدالله الثاني، الذي يقف اليوم وحيدًا تقريبًا، في غرفة اجتماعات باردة في عاصمة عالمية، يدافع عن من تبقّى من الأطفال في غزة.

حين يُقصف مستشفى الشفاء، ترسل طائرة أردنية مساعدات، ولا تنتظر التصفيق. وحين يختنق المعبر، يفتح الأردن معابره، رغم كل ما فيه من ضيق. وحين يُحاصر صوت الحق، يذهب صوت عمّان إلى الأمم، وإلى العواصم، وإلى الضمائر التي لم تتبلد بعد.

هذا ليس جديدًا. لم تكن العلاقة بين الأردن وفلسطين يومًا علاقة تضامن موسمي. بل كانت قدرًا جغرافيًا، وامتدادًا روحيًا، وتاريخًا مشتركًا كُتب بالدم، لا بالحبر. على جدران القدس القديمة، ما زالت أسماء الشهداء الأردنيين محفورة بالحجارة، لا تُمحى، ولا تُنسى.

فمن الذي يجرؤ على التشكيك؟ من الذي نسي التاريخ، ونسي أن الأردن لم يكن شاهدًا، بل جزءًا من النص، ومن الدم، ومن الحلم؟.

الذين يهاجمون الأردن اليوم، يشبهون أولئك الذين يُطفئون المصباح الأخير في كوخ على مشارف الغابة، ولا يعلمون أن هذا الضوء هو ما تبقى من الدفء.

الدفاع عن الأردن ليس شعارًا يُرفع، بل فطرة. هو فرض عين، كالدفاع عن البيت إذا اشتعلت فيه النار، وكالدفاع عن الأم حين تُهان.

والأردني، حين يُختبر، لا يصرخ. لكنه يثبت. كجندي في القدس، كراعٍ في الكرك، كطبيب في غزة، وكملكٍ يعرف أن العدل لا يحتاج إذنًا ليُقال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :