facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزارةُ التّربيةِ في يومِ الصّحافة العالمِيِّ


د. عماد زاهي نعامنة
11-05-2025 10:42 AM

احتفى العالمُ مطلعَ هذا الأسبوعِ – والأردنُّ جزءٌ أصيلٌ منه – باليوم العالميّ للصحافةِ، في عصرٍ يشهدُ ثورةً معلوماتيّةً هائلةً في مختلفِ المجالاتِ، تغذُّها الثورةُ الرّقميّةُ التي يعيشُها وما يتبعُها من تقدّمٍ ملحوظٍ ومتسارعٍ في التقنياتِ الرقميّةِ؛ وتدفُّقٍ غيرِ مشهودٍ منْ حقائقَ ومعارفَ وبياناتٍ....، ما جعلَه يُعرَفُ بعصرِ الرّقمنةِ المفتوحِ والمباشرِ بلا منازعٍ، فما ُتتدفّقُ معلومةٌ حتّى تصبحَ مستهلكةً إزاءَ أختِها لحظةً بأخرى.

وإزاءَ هذا المشهدِ الدّيناميكيِّ أضحى لزامًا على المرءِ أنْ يحصِّنَ نفسَه بدروعٍ منَ التنويرِ، متزوِّدًا بصنوفِ المهاراتِ اللّازمةِ التي تمكّنُه منْ كشفِ زيْفِ كثيرٍ منَ البياناتِ الزّاحفةِ زحْفَ الجيشِ العرمرمِ، والمنهمرةِ صوبَه كجملودِ صخرٍ حطَّهُ السّيل منْ علٍ، ولمّا كانتِ النفسُ تتوقُ لمعرفةِ كلِّ ما هو جديدٌ فثمّةَ ما يغرِّرُ به حتّى ليظنّها كبدَ الحقيقةِ، وإذا ما راحَ يَميزُها ويزينُها وأرْجَعَ البصرَ فيها كرّتينِ فسُرعانَ ما تتكشّفُ له عن سُمٍّ رُعافٍ؛ كما الظّمآنِ الَذي يحسبُ السّرابُ ماءً.

ومن هذا المنطلقِ فقد تنبّهتْ وزارةُ التّربيةِ والتّعليمِ إلى خطورةِ هذا الأمرِ، وضرورةِ مواجهةِ هذه الظاهرةِ المتمثِّلة في أبسطِ صورِها في إطلاقِ الشّائعاتِ وتزويرِ كثيرٍ منَ الحقائقِ وفبركةِ طائفةٍ منَ المقاطعِ الصّوتيّةِ والمتلفزةِ، ودبلجةِ الصّورِ والمشاهدِ، وبثِّ خطابِ الكراهيةِ والفُرقةِ، ونشرِ حملات التّحريضِ وأساليبِ العنفِ والتنمُّرِ، والدّعوة إلى التّعصُّبِ الفكريِّ والعقديِّ ونبذِ الآخرِ، سواء أكانَ ذلك على وسائل الإعلام التقليديّةِ والحديثةِ بما فيها وسائلُ التّواصلِ الاجتماعيِّ؛ فما كانَ من الوزارةِ إلّا أنْ تسارعَ منذُ وقتٍ باكرٍ إلى إصدارِ إطارٍ عامٍّ ومتخصّصٍ للتّربيةِ الإعلاميّةِ والمعلوماتيّةِ، وتضمينِ دليلِ الأنشطةِ لمختلفِ الصّفوفِ على مناشطَ إعلاميّةٍ هادفةٍ، إضافةً إلى تأكيدِ الإطارِ العامِّ للمناهجِ الأردنيّةِ الّذي أصدرَهُ المركزُ الوطنيُّ لتطويرِ المناهجِ بالشّراكةِ معَ وزارةِ التّربيةِ والتّعليمِ على ضرورةِ تعميقِ وعيِ الطلبةِ بمفاهيمِ التّربيةِ الإعلاميّةِ، وفقَ الأصولِ والرّكائزِ العلميّةِ والتربويّةِ المدروسةِ.

وإيمانًا منْ وزارةِ التّربيةِ والتّعليمِ بأهمّيّةِ التّربيةِ الإعلاميَّةِ والمعلوماتيّةِ في هذا العصرِ وأثرِها على الفردِ والأسرةِ والأمنِ المجتمعيِّ والوطنيِّ، بوصفها أداةً إستراتيجيّةً فاعلةً في تنويرِ الجيلِ وتثقيفِهِ وتعزيزِ إرادتِه وتوسيعِ مدارِكه ومُدركاتِهِ وبناءِ معارفِهِ وصقلِ مهاراتِه- فقدْ سعتْ الوزارةُ بعزيمةٍ إلى دمجِ المفاهيمِ ذاتِ الأساسِ في التّربيةِ الإعلاميّةِ والمعلوميّةِ في المناهج والكتب المدرسيّة كافّةً للمراحلِ الدّراسيّةِ جميعِها بدءًا منَ الصّفوفِ الأساسيّةِ الدّنيا؛ لتعزيزِ وعيِ الطلبةِ بأصولِها، بعدَ إكسابِ المشرفينَ التّربويّينَ والمعلمينَ الاستراتيجيّاتِ اللّازمةَ لإيصالِها إلى الطلبةِ؛ إذْ تلقّى عددٌ كبيرٌ منهم برامجَ تدريبيّةً نظريّةً وتطبيقيّةً.

وإنّ المتأمّلَ بعينِ العدلِ في المناهجِ والمقرّراتِ الدّراسيّةِ منذُ مراحلَ مبكّرةٍ منَ التّعليمِ يجدُها حافلةً بأسسِ التّربيةِ الإعلاميّةِ ومفاهيمِها الأساسيّةِ بأسلوبٍ بنائيٍّ حلزونيٍّ تراكميٍّ، تهدفُ إلى ترسيخِ حريّةِ التّعبيرِ المنضبطِ والمسؤولِ لدى الطّلبةِ، وتشجيعِهم على إبداءِ الرّأي والحوارِ المفتوحِ المستندِ إلى المُعزّزاتِ اللّازمةِ، وتقبُّلِ الرّأيِ الآخرِ ومحاججتِهِ بعقلانيّةٍ وحياديّةٍ، وتقبُّلِ التّنوُّعِ والاختلافِ في الفكرِ والرّأيِ، وتمليكِهم مهاراتِ الحكمةِ والعقلانيّةِ والمنطقيّةِ القائمةِ على تحليلِ المحتوى والنّقدِ البنّاءِ وتنميةِ مهاراتِ التّفكيرِ النّقديِّ وطرائقِ التّحقُّقِ منَ المعلومات وفحصِ موثوقيّةِ مصادرِها، والتّمييزِ بينَ الخبرِ والرّأيِ والحقيقةِ، وتمليكِهم آلياتِ بناءِ الحججِ والبراهينِ والأدلّةِ العقليّةِ والنّقليّةِ على حدٍّ سواءٍ، وكيفيّةِ بناءِ السّؤالِ الكاشفِ وطرحِهِ بمهارةٍ وفي الوقتِ المناسبِ، وتمكينِهم من مهاراتِ أسلوبِ المناظراتِ.

ومنْ ركائزِ القولِ ونواتِهِ أنَّ وزارةَ التّربيةِ والتّعليمِ قدْ قطعتْ شوطًا كبيرًا في إكسابِ الطّلبةِ مهاراتِ إنتاجِ المحتوى الإعلاميِّ، وصناعةِ المحتوى الرّقميِّ بكلِّ كفاءةٍ، وتطبيقِ الأنشطةِ التّفاعليّةِ الرّقميّةِ في بيئةٍ تعليميّةٍ جاذبةٍ واقعيّةً كانت أو افتراضيّةً، علاوةً على نشرِ ثقافةِ الإعلامِ الخلّاقِ، وبثِّ برامجِ التّوعيةِ الإعلاميّةِ المجتمعيّةِ لدى الأوساطِ التّربويّةِ كافّةً في المركزِ والميدانِ، ناهيكَ عنْ إقرارِ الوزارةِ تخصّصَ الوسائطِ الإبداعيّةِ تخصُّصًا دراسيًّا منْ تخصّصاتِ مسارِ التّعليمِ المِهنيِّ التّقنيِّ ( BTEC) الذي يُعنى من بينِ ما يُعنى به مجالُ الإعلامِ وصناعتُه.

وتمضي وزارةُ التّربيةِ والتعليمِ قدُمًا في تمكينِ طلبتِها ومنتسبيها منْ مفاهيمِ التّربيةِ الإعلاميّةِ والمعلوماتيّةِ وفقَ خططٍ إستراتيجيّةٍ مدروسةٍ، وتنظيمِ البرامجِ التدريبيّةِ المكثّفةِ والمعمّقةِ الّتي كان لي شرفُ الانضمامُ إليها وتلقّيها بشغفٍ، والحصولُ على شهادةِ مدرّبِ مدرِّبينَ (TOT) على أيدي خبراءَ متخصّصينَ في المعهدِ الإعلاميِّ الأردنيِّ وغيرِه بالشراكةِ معَ وزارةِ التّربيةِ والتعليمِ والمركزِ الوطنيِّ لتطويرِ المناهجِ، ما جعلَها رائدةً في هذا المجالِ وسبّاقة على مستوى العالم.

ومن نافلةِ الحقيقةِ أنّ الأردنَّ ينعم بنمظومةٍ إعلاميّة متطوّرة سواء أكانت مقروءةَ أومسموعةً أومُشاهدَةً، تتمتّعُ بأعلى مستوياتِ النزاهةِ والعدالةِ والشفافيةِ والمصداقيّةِ، تحقيقًا لرؤى جلالةِ الملكِ المفدّى عبدِ اللهِ الثاني ابنِ الحينِ حفظه اللهُ ورعاهُ، حيثُ قال جلالتُه:" ولتجعلوا إعلامَنا عينَ الأردنيّينَ وسلطةَ السّؤالِ لمصلحةِ الوطنِ أوّلًا ودائمًا" .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :