عمون- يُعد الكبد أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، إذ يلعب دورًا محوريًا في تنقية الدم من السموم، وتنظيم مستويات الكوليسترول، وهضم الدهون. لكن عندما يتضخّم الكبد، يختل هذا التوازن، مما يُشير في كثير من الأحيان إلى وجود اضطراب صحي يتطلب التدخل الطبي.

ما هو تضخم الكبد؟

تضخّم الكبد هو حالة طبية يتم فيها تضخّم حجم الكبد عن الحد الطبيعي، ويُعتبر في الغالب عَرضًا لمشكلة صحية أخرى وليس مرضًا بحد ذاته. ويمكن أن يرتبط تضخّمه بأمراض الكبد، أو القلب، أو الدم، كما قد يكون علامة على وجود ورم أو سرطان. وفي بعض الحالات، يترافق مع تضخّم الطحال، وهو ما يُعرف طبيًا بـ "تضخّم الكبد والطحال".
يُكتشف تضخم الكبد غالبًا خلال الفحص السريري، إذ تصبح حافته السفلية محسوسة أسفل الضلوع اليمنى، خاصة عند التنفس العميق، بخلاف الوضع الطبيعي الذي يكون فيه الكبد غير ملموس.

أبرز الأسباب الطبية:
بحسب موقع Mount Sinai الطبي، فإن الأسباب الشائعة لتضخّم الكبد تشمل:
• الكبد الدهني الناتج عن السمنة، أو السكري، أو ارتفاع الدهون الثلاثية.
• الإفراط في استهلاك الكحول، ما يؤدي إلى تلف الكبد تدريجيًا.
• انتقال السرطان إلى الكبد من أعضاء أخرى في الجسم.
• قصور القلب الاحتقاني وتأثيره على احتباس السوائل في الجسم.
• اضطرابات وراثية مثل داء تخزين الغليكوجين، نيمان-بيك، أو عدم تحمّل الفركتوز.
• التهابات الكبد الفيروسية A وB وC.
• أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الأقنية الصفراوية.
• سرطان الدم (اللوكيميا).
• أمراض نادرة مثل الساركويد، متلازمة راي، وخثار الوريد البابي.

علامات وأعراض تستدعي الانتباه
في العديد من الحالات، لا يظهر تضخّم الكبد بأعراض واضحة في بدايته، لكن مع تطور الحالة قد تظهر الأعراض التالية:

• شعور بانتفاخ أو ضغط في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
• تعب وإرهاق مزمن.
• فقدان الشهية والغثيان.
• اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
• بول داكن وبراز فاتح.
• حكة في الجلد.
• تضخّم الطحال في بعض الحالات.

هل تضخّم الكبد خطير؟
تعتمد خطورة تضخّم الكبد على السبب الكامن وراءه. فقد يكون عرضًا لحالة مؤقتة تزول مع العلاج، أو علامة على مرض مزمن مثل تليّف الكبد أو السرطان، ما يتطلب علاجًا طويل الأمد ورقابة طبية دقيقة.

هل يمكن الشفاء منه؟
تُحدَّد فرص الشفاء بناءً على التشخيص المبكر وفعالية العلاج. ففي حالات مثل الكبد الدهني أو التهابات الكبد الفيروسية، قد يكون تغيير نمط الحياة كافيًا لتحقيق تحسّن ملموس. أما في الحالات المزمنة مثل التليّف، فيُركّز العلاج على تخفيف الأعراض والحد من المضاعفات.

مدة العلاج
تختلف مدة العلاج تبعًا للسبب. ففي بعض الحالات قد يتحسّن الكبد في غضون أسابيع بعد تعديل نمط الحياة، بينما قد تتطلب الحالات المعقدة مثل التليّف أو السرطان علاجًا يمتد لعدة أشهر أو سنوات.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح بزيارة الطبيب فور ظهور أي من الأعراض التالية:
• حمى غير مبررة.
• ارتباك أو ضعف عام.
• دوار متكرر.
• اصفرار العينين أو الجلد.
• تغير لون البول أو البراز.
• وسائل التشخيص
• يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات تشمل:
• الأشعة السينية للبطن.
• التصوير بالموجات فوق الصوتية.
• التصوير المقطعي أو بالرنين المغناطيسي.
• اختبارات وظائف الكبد.
• تحاليل تخثر الدم.


النظام الغذائي لمرضى تضخّم الكبد
بحسب MedlinePlus، فإن النظام الغذائي السليم يمكن أن يُسهم في دعم وظائف الكبد وتخفيف الأعراض، ويشمل ما يلي:
• تقليل البروتين الحيواني لتقليل تراكم الفضلات.
• زيادة الكربوهيدرات بنسب معتدلة.
• تناول الفواكه، والخضراوات، والبروتينات قليلة الدهون مثل الدواجن والأسماك.
• تجنّب المحار غير المطهو جيدًا.
• تناول المكملات والفيتامينات التي يصفها الطبيب.
• تقليل استهلاك الملح للحد من احتباس السوائل.


أطعمة يجب تجنّبها
مرضى تضخّم الكبد يُنصحون بالابتعاد عن:
• الأطعمة المقلية والدهنية.
• الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون المشبعة.
• الكحول والمشروبات المحلاة.


نصائح وقائية
بحسب Heritage Hospitals، يمكن تقليل خطر الإصابة بتضخّم الكبد عبر:
• تجنّب استهلاك الكحول أو الحد منه قدر الإمكان.
• الحفاظ على وزن صحي وتناول طعام متوازن.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
• تجنّب السلوكيات الخطرة مثل مشاركة الأدوات الحادة.
• إجراء فحوصات دورية خصوصًا لمن لديهم عوامل خطر أو تاريخ مرضي بالكبد.

فوشيا