facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إنما الأمم الأخلاق


mohammad
12-07-2011 11:30 PM

كتب: د. محمد علي عكور - ليس بدعا أن نسمع قولهم إن الثقافة تصلح ما تفسده السياسة. نعم لأن السياسة والأخلاق التي تفرضها الثقافة السليمة لا تجتمعان إلا إذا اجتمعت الحيتان مع النوق! فالسياسة صراع قوى وسجال في ميدان الذرائعية التي تتجاوز كل القيم والأعراف لتحقق مصلحة أو هدفا ما ، فإذا وقفت الأخلاق في طريقها كانت كالريشة في مهب العاصفة.
وبصدد ما نحن فيه من رؤية موجوعة ، يؤرقنا ما نشاهده من صور التيه والضياع والانحراف الأخلاقي في بلدنا ، حتى أصبح الانحلال سمة من سمات الجيل الجديد ، يُعرف بها وينماز بآثارها. لقد تحولت المفاهيم وانقلبت الرؤى والايدولوجيا لدى شبابنا الجديد ، ففسد اللسان واعوج ، و" سحلت البناطيل" عن أجساد الشباب لتشير إلى "سَحْـولة " في العقول، وضاقت "بناطيل الجزرة" على الفتيات لتصور ضيق الفضيلة وانحسارها. والأخطر من هذا كله أن المجتمع يتعايش مع هذه الظواهر بوصفها مسلمات واقعية لا بد منها ، فيرى الرجل ابنته تخرج إلى الجامعة شبه عارية ، فلا يرى فيها عيبا أبعد من عورتها . بل إن بعضهم يفاخر ، ونعم المفاخرة تلك!!
والناظر في شوارعنا وجامعاتنا يكاد يفقد عقله ، ما الذي يجري ؟ ومن الذي يوجه هؤلاء الشباب نحو الانحراف والانحلال ؟ من الذي يزرع في عقولهم الشوك والغرقد ؟ ومن الذي يأخذهم في غياهب العولمة كالشياه الضائعة على مائدة الكلاب الضارية؟.
وإذا أردنا جوابا على تساؤلات الحيارى ، فمن السذاجة أن نستبعد السياسة التي تقود مسيرة المصالح وتمسك بزمامها. فيتحتم علينا سوء الظن بالدوائر السياسية الغربية والعربية التي تلتقي عند هدف واحد هو إقصاء الشعوب وقهرها وتضييعها في الوقت نفسه ، لتنشغل بهموم الخبز وتفاهات الموديلات والصرعات في آن معا . فتتعرى بجوعها ، وتتعرى بفجورها . وقديما قال الشاعر:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

إن الخطر أكبر من أي احتمال . فلسنا بحاجة إلى إصلاح سياسي واقتصادي ، إنما نحن بأمس الحاجة إلى إصلاح أخلاقي ، لأن الأجيال هي التي ستحمل السياسة والاقتصاد ، فإذا كانت غير مؤتمنة على عوراتها وعقولها وفكرها ، فكيف تؤتمن على سياسة الأمة واقتصادها. وهنا يتجلى تقصيرنا جميعا ، فأين نحن من هذا ، ولمَ نغمض العيون عنه ، لماذا لا يتصدى الإعلام لترميم الأخلاق بدل أن يحتفل بفسادها تحت غطاء وطني تارة ، وشبابي تارة أخرى ، ويسمي أقل الأشياء انجازا بصرف النظر عن مصاحباتها غير الخلقية ، والتي تمس القيم والثوابت.
يجب علينا أن ندرك أن الغرب والصهيونية لا تقر لهما نفس حتى يتهاوى كل شيء عندنا ، ونخسر مشروع الأمة الأكبر الذي لا يقوم إلا على الأخلاق ، ورحم الله الشاعر الذي قال:


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا





  • 1 د. فايز عثامنة ـ جامعة العلوم والتكنولوجيا 13-07-2011 | 12:21 PM

    نعمّ المقال د. محمد..، فعلا نحن بحاجة ماسة إلى إصلاح أخلاقي ومن ثم يأتي تباعا الإصلاح السياسي والاقتصادي.

  • 2 عبدالله الدرادكه 13-07-2011 | 12:52 PM

    أجل لقد اصبحنا في زمن اللامبالة، زمنا فقد ملامحه و انحطت أخلاق معظم سكانه، حتى أصبحت الموضة شماعة نعلق عليها شذوذ افعالنا.


    لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

  • 3 محمد الشياب 13-07-2011 | 03:55 PM

    صح لسانك يا دكتور أنت رائع في فكرك ومشاعرك وكتاباتك أرجو أن تكتب لنا دوما

  • 4 الكركي الحزين 13-07-2011 | 03:57 PM

    الأجيال الصاعدة .....بحاجة إلى دكتور شريف مثلك يا عكور حتى يخلصها من الفساد عاشت الصريح الأبية وتحية للشريف الدكتور العكور وهلا والله

  • 5 أحلام 13-07-2011 | 04:37 PM

    شكرا دكتور محمد عكور أنا درست عندك مادة العربي بجامعة التكنو والله ما في زيك دكتور أنت مفكر رائع وإنسان حر ويا ريت نعرف شو صار بديوان الشعر تبعك نشرته؟ أتمنى أن أحصل على نسخة منه حتى احتفظ بها مدى الحياة وأورتها لأولادي. شكر لعمون الحرة

  • 6 صريحي شياب 13-07-2011 | 05:09 PM

    نفخر بك يا دكتور محمد عكور أنت شيخ ابن شيخ طيب الأصل شجاع كلمتك حرة مثلك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :