الأمية ليست فقط عدم الاستطاعة على القراءة والكتابة...
لقد كشف الفضاء الإلكتروني و مواقع التواصل الاجتماعي عن أمية كانت موجودة و لكنها بقيت مقنعة و مخفية،
وهي الأمية التي يتصف بها بعض من حملة الشهادات، نعم، هنالك أمية مقنعة تكشف الوجه الخفي لبعض المتعلمين،..
ولقد تبين أنه من الوهم ربط التعليم و حتى العالي منه بالثقافة الحقيقية،...
فحامل الشهادة العليا ليس بالضرورة مثقفاً....
قد يكون محترفًا في تخصص معين و محدد ، لكنه يفتقر إلى أدوات التفكير النقدي، و الانفتاح المعرفي، و الوعي الإنساني....
والأميّ المقنع : هو من يحمل شهادة عليا، لكنه عاجز عن فهم الواقع و التعامل معه ... و هو الذي لا يدرك أنه لا يعرف...
وهو الذي يعيش وهم المعرفة ، و قد يصدر الجهل بثقة زائفة ...
من منا لم يقابل احد من هؤلاء ؟
شخصيا قابلت العديد منهم من الاقرباء و الأصدقاء و في تفاعلي اليومي مع بعضهم..
هذه الفئة – قد تكون أخطر من الأمية التي نعرفها ؛ لأنها تتمتع بسلطة معرفية وهمية ، و تضفي الشرعية على قراراتها وآرائها، لذلك قد يتبعهم الآخرون لأنهم يظنون بهم المعرفة و العلم أكثر من غيرهم ،...
كم من مثقف لامع لم يلتحق بجامعة.... ،
وكم من أشخاص يحملون درجة الدكتوراه و لا يقرأ خارج تخصصه، ولا يحسن محاورة المختلفين...؟!
الشهادة قطعا لا تساوي الثقافة، والتعليم الرسمي لا ينتج الوعي
بل، أحيانًا قد يحجب الوعي...