عمون -أحمد الملكاوي- أثار إعلان وزارة المياه والري قبل يومين، بأن الموسم المطري لم يحقق المعدلات المرجوّة، وسجّل نقصًا في مخزون السدود بلغ نحو 50 مليون متر مكعب، قلق الأردنيين مع اقتراب صيف يتوقع أن يكون شديد الحرارة، وسط تخوفات من تراجع التزويد المائي للمنازل وتفاقم معاناة المواطنين في تأمين احتياجاتهم اليومية من المياه.

ورغم أن التحديات المائية ليست جديدة على المواطن الأردني، فإن القلق يتضاعف هذا العام، إذ لم يتجاوز الهطل المطري 44% من معدله العام، ما يعني أن العديد من المناطق ستواجه ظروفا أكثر صعوبة من السنوات السابقة، حتى في ظل مواسم مطرية أفضل.

الخبير المائي: الوضع خطير والحلول ممكنة
الخبير في شؤون المياه الدكتور دريد محاسنة، شدد في تصريح لـ"عمون"، على أن المواطن لا يحصل على كميات كافية من المياه حتى في أفضل المواسم، فكيف سيكون الحال مع تراجع كبير في المخزون؟.

وأوضح أن هناك مناطق عديدة في عمان والمحافظات تعاني من ضعف أو انقطاع المياه، وإن وصلت فهي لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية للأسر.

ودعا محاسنة الحكومة إلى التحرك العاجل من خلال "حفر آبار جديدة، تعزيز استخراج المياه الجوفية، تكثيف الرقابة على سرقات المياه، تنظيم عمل صهاريج المياه التي يعتمد عليها المواطنون وقت الأزمات".

كما طالب بالتقليل من الزراعات الموسمية هذا الصيف وتوجيه الموارد المائية للتزويد المنزلي، مؤكدًا أن عمليات سرقة المياه تضعف العدالة في التوزيع وتزيد من العبء على المواطنين الملتزمين.

وأضاف أن بعض المناطق لا تدفع مقابل 80% من المياه التي تستهلكها، وهو أمر لا يجوز التغاضي عنه، مطالبًا بفتح المجال أمام الاستثمارات الخاصة في مشاريع تحلية المياه، مع ضمان الرقابة الحكومية على أسعار المحطات الخاصة لمنع استغلال حاجة المواطنين.

النواب يتحركون والوزارة: الوضع "مطمئن إلى حد ما"

من جانبه، كشف رئيس لجنة المياه والزراعة النيابية أحمد شديفات، أن اللجنة ستجتمع بوزير المياه خلال الأسبوع المقبل لتقديم توصيات عملية بشأن تحسين التزويد المائي خلال الصيف.

وأكد شديفات لـ"عمون"، أن اللجنة ستطلب توضيحات حول خطة الوزارة لمواجهة الصيف الحالي، وستعلن التفاصيل بعد الاجتماع.

وفي السياق ذاته، قالت وزارة المياه والري إن الوضع المائي رغم انخفاض التخزين، لا يزال "مطمئنًا إلى حد ما".

وأوضح الناطق باسم الوزارة، عمر سلامة، أن نسبة التخزين في السدود حتى صباح الأحد بلغت 31% من إجمالي السعة البالغة 90 مليون متر مكعب، بانخفاض يصل إلى 50 مليون متر مكعب عن العام الماضي.

وبحسب الوزارة، فإن معدلات الهطل المطري توقفت عند 44% من المعدل السنوي، ونحو 57% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يفسر هذا التراجع الكبير في التخزين.