facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلامة ماجد عرسان الكيلاني .. عقل تربوي ورؤية حضارية


م. بسام ابو النصر
21-05-2025 12:27 PM

تشرفتُ مؤخرًا بحضور المؤتمر الدولي الأول حول أعلام النهضة، الذي اتخذ من العلامة الدكتور ماجد عرسان الكيلاني نموذجًا، والذي أقيم تحت رعاية معالي العين المهندس جمال الصرايرة، وبرئاسة الدكتور المهندس ماجد أبو زريق، رئيس جامعة إربد الأهلية، وتنظيم مشترك بين الجامعة ومنتدى الاعتدال للفكر والثقافة ورابطة علماء الأردن، بدعوة كريمة من الصديق الدكتور ناصر الشرعة العبادي، رئيس اللجنة التحضيرية. وقد حظي المؤتمر بحضور واسع، محلي وعربي ودولي، وتجلّى الحضور المميز في مشاركة نجل العلامة، الدكتور الطبيب محمد ماجد الكيلاني، وهو خريج مدرسة الشجرة الثانوية والتي تشرفت بالدراسة فيها.

ناقش المؤتمر فكر الدكتور الكيلاني ومسيرته العلمية والعملية داخل الأردن وخارجه، وتركّزت الأبحاث على كونه أحد أبرز المفكرين الذين جمعوا بين البعد التربوي، والتاريخي، والثقافي، مع قراءة واعية للواقع الإسلامي وتحدياته. وقد أجمع الحاضرون على أن فكر الكيلاني لا يزال حاضرًا ومُلهمًا، وأن كتبه شكّلت مرجعية تربوية وفكرية لأجيال من الباحثين.

قدّم الدكتور الكيلاني مشروعًا تربويًا نهضويًا متكاملًا، انتقد فيه واقع التعليم في العالم العربي والإسلامي، ولا سيما انقطاعه عن الجذور الحضارية والهوية الثقافية. وقد أكّد أن التربية ليست مجرد تلقين للمعرفة، بل هي أداة لإعداد الإنسان ليكون فاعلًا في مشروع نهضة الأمة. وفي هذا السياق، شكّل كتابه الأشهر "هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس" رؤية تربوية تاريخية رائدة، سلط فيها الضوء على دور الإيمان العميق والتكوين التربوي السليم في صناعة الأجيال القادرة على التحرير والبناء.

ما يُلفت النظر أن كتب الدكتور الكيلاني، وهو الذي وُلد في بلدة الشجرة شمال الأردن وتوفي فيها، تُدرّس اليوم في العديد من الدول العربية والإسلامية، وتُعد مرجعًا أساسيًا للباحثين في الفكر التربوي الإسلامي. وتُعتمد مؤلفاته في مناهج مدرسية وجامعية، كما أُنجزت حولها أطروحات ماجستير ودكتوراه بلغات متعددة، وأذكر بين الذين قضوا حياتهم العلمية في البحث والاستقصاء حول فكر الكيلاني .

لقد كان المؤتمر مناسبةً لإنصاف هذا المفكر من قِبل طلابه ومريديه، الذين لبّوا الدعوة من دول شتى، من الجزائر ومصر وتركيا والولايات المتحدة والمغرب وتونس وسوريا وفلسطين ولبنان. في المقابل، غابت بعض النخب الإعلامية والثقافية المحلية، مما يُثير تساؤلات عن أسباب تراجعنا في تقدير العلماء الذين يعيشون بيننا.

من اللافت ما طُرح في المؤتمر حول سعي بعض الباحثين لتطوير تطبيقات في الذكاء الاصطناعي قائمة على فكر الدكتور الكيلاني، ما يؤكد أن مشروعه الفكري قابل للتجديد والرقمنة، ويمكن أن يكون منطلقًا لمقاربات معرفية حديثة في التربية والثقافة وبناء الهوية .

لقد آن الأوان لإعادة قراءة فكر العلامة ماجد عرسان الكيلاني بوعي عميق ومنهج علمي رصين، بعيدًا عن الاحتفاء العابر والموسمي. إن استعادة فكر هذا العالم الجليل هو جزء من مشروعنا النهضوي الكبير، وهو واجب تربوي ومعرفي وثقافي تجاه أجيالنا القادمة، ولعلنا لا نبتعد كثيرًا عن الحقيقة إن قلنا وكما ورد على لسان أحد الكتاب المعروفين، بأنه لو كان العلامة الكيلاني هو مواطن مصري فسيكون مدار حديث في الاعلام التقليدي والرقمي، وسيعرف العالم عنه، ولكن هناك تقصير كبير تجاه ابناءنا الذين قدموا الكثير في مجالات مختلفة، والشكر للمؤسسات التي قامت على تكريم العلامة الكيلاني من نخب تربوية وثقافية وأكاديمية، والشكر موصول لجامعة اربد الاهلية ممثلة بالاستاذ الدكتور المهندس ماجد ابو زريق والاستاذ الدكتور ناصر الشرعة العبادي رئيس اللجنة التحضيرية في المؤتمر على هذه الإضاءة التي استفدنا كثيرا من دروسها.

رحم الله الدكتور ماجد عرسان الكيلاني، ووفّق القائمين على السياسات التعليمية والثقافية في أوطاننا لاستلهام فكره وتجديد رسالته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :