الاستقلال الأردني ثبات السيادة وتحديث الدولة
الدكتورة ميس حياصات
25-05-2025 01:45 PM
في الخامس والعشرين من أيار، نحتفل نحن الأردنيين بعيد الاستقلال، كمناسبة عظيمة تجمع بين فخر الماضي وأمل المستقبل، حيث نستذكر التضحيات الجسام التي قدمها أجدادنا من أجل أن تنعم أجيالنا بالحرية والسيادة والاستقرار فالاستقلال الأردني ليس مجرد ذكرى تاريخية نحييها مرة في العام، بل هو روحٌ متجددة، وتجربة مستمرة لبناء وطن قوي قادر على مواكبة تحديات العصر، وطن يعيش فيه كل فرد بأمان وكرامة، ويرتقي فيه الجميع بالحقوق والواجبات وأنا، كأردنية، أجد في عيد الاستقلال فرصة للتأمل في هذه المسيرة التي نعيشها اليوم، والتي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بحكمة وإصرار على تطوير الأردن نحو الأفضل عبر منظومة التحديث السياسي التي تعتبر قلب المشروع الوطني لتحقيق التوازن بين الاستقرار والديمقراطية الحقيقية.
منظومة التحديث السياسي ليست فقط عملية إصلاح مؤسساتي أو تعديل قوانين، بل هي رؤية شاملة تهدف إلى إشراك المواطن في صناعة قرارات وطنه، من خلال دعم الحياة الحزبية، وتعزيز شفافية الأداء الحكومي، وتكريس دولة القانون وهذا ما يمنحنا الأمل في مستقبل ناضج سياسياً، حيث يشارك الشباب والمرأة بشكل فاعل، ويجد كل مواطن مكانه في بناء الوطن وبالفعل، فقد أصبحت مشاركة المرأة الأردنية أكثر وضوحًا وقوة، فقد انتقلت من مجرد طالبة حقوق إلى فاعلة حقيقية في مختلف المجالات، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع فتمكين المرأة ليس هدفًا شكليًا بل هو جزء لا يتجزأ من تطور مجتمعنا، فكلما كانت المرأة حاضرة بقوة، تطور الوطن وتقدم وشخصيًا أرى هذا التمكين انعكاسًا طبيعيًا لتوجهاتنا الوطنية، ونتيجة لتضحيات نساء أردنيات رائدات أثبتن أن حضورهن يقوي النسيج الوطني ويثري التجربة الديمقراطية.
أما الشباب فهم زاد الوطن ووقوده الحقيقي.ومن خلال البرامج الحكومية والمبادرات المجتمعية، بات للشباب صوت مسموع، وأدوار متعددة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذا يعزز بيئة تمكينية تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم، والمشاركة في صنع القرار، والابتكار في مجالات مختلفة وأستطيع أن أقول من تجربتي الشخصية ومن خلال ملاحظاتي اليومية أن الشباب الأردني أصبح أكثر وعيًا وإصرارًا على أن يكون جزءًا فعالاً في صناعة مستقبل وطنه، وأنهم يحملون طموحات كبيرة تواكب رؤية قيادتنا.
عيد الاستقلال، إذًا، هو أكثر من يوم يحتفل فيه الأردنيون بذكرى تاريخية، إنه تذكير دائم بقيمة الحرية والسيادة، وبمسؤوليتنا الجماعية في البناء والتطوير. فخورة بأن أكون أردنيًة في هذا الوقت الذي تتجدد فيه الأمال وتتوسع فيه الآفاق، وطنٌ يؤمن بقوة أبنائه وبالتمكين كأداة للنهضة، وطن يسير نحو المستقبل بخطى واثقة مدعومة بتراث عريق وروح متجددة؛ فهذا هو الأردن الذي نفتخر به، ونلتزم جميعًا بحمايته والعمل من أجله، ليظل رمزًا حقيقيًا للاستقلال، والكرامة، والتقدم.