facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دور الارشيف والتوثيق السليم في ادامة المعلومات والمعرفة


سالم محمود الكورة
27-05-2025 06:44 PM

ان تاريخ البشرية منذ الازل كاد ان يسوده الغموض نظرا لعدم توفر المعلومات وكفايتها وذلك بسب غياب العلم وعدم وجود تكنولوجيا حديثة تستطيع البشرية من خلالها ارشفة وتوثيق الاحداث والمجريات اول باول فقد كان الانسان يعيش عصرا بدائيا شبيها بالعصر الحجري اي فترة ما قبل التاريخ، حيث كانت حياة الانسان بعيدة عن التطور والتقدم في حقل العلم والكتابة والارشفة والتوثيق بسبب عدم وصول التكنولوجيا والتطور العلمي في تلك الحقبة فعدم وجود نظام للتوثيق والارشفه وحياة بدائية تحتم على البشرية ان تكون حياتهم فيها جزء كبير من الضبابية وقلة المعرفة والجهل في ان واحد. فحياة الانسان كانت بدائية انذاك حياة لاتحتاج الى جهد فكري مبني على الاسس العلمية بل هي حياة تؤمن بالاستمرارية ومنهم من ينظر الى هذا الاستمرارية بوجود طاقة خفية تحرك الكون والانسان .
ان الانسان قد مر في عدة مراحل على هذا الكوكب الذي نعيش فيه بعيدا عن التطور العلمي فكانت الاحداث التي يمر بها ينسبها الى القضاء والقدر ام الى الصدفة او غضب الالة واحيانا الى الطبيعة فحياة الانسان البدائية انذاك حياة لاتحتاج الى جهد فكري مبني على الاسس العلمية فهي حياة امتازت بالبساطة .

فتاريخ البشرية من الضروي يتم توثيقه من اجل ان تتعرف الاجيال القادمة علية ودراسته واخذ المفيد منه والتعرف على الاحداث والمجريات في تلك الحقبة ، فالوثائق لسان الشعوب والامم فهي تحاكي وتصل الماضي بالحاضر وحلقة الوصل والربط بين الاحداث التاريخية ، فكانت الاحداث المتتالية التي يتعرض لها الانسان انذاك يتم تدوينها على الحجر والعظم والجلد واحيانا تكتب برموز . فلا سبيل للحصول على الكلمة المدونة بما حدث في الماضي مما يفيد الباحثين والمهتمين بالحصول على المعلومة الحقيقة فالظروف الصعبة التي عاشها الانسان البدائي حيث كان بالكاد ان يجد ما يسد رمقه فلا يوجد مجال للتفكير بحياة افضل من الواقع الصعب الذي يعيشه في تلك الحقبة من حروب وغزوات وجهل في مجالات الحياة .

ان علماء الاثار والتاريخ والباحثين والمهتمين في هذا المجال يدركون ما اهمية الوثائق ودورها في التعريف بحياة الامم والشعوب وتاريخها ومسيرتها ، فهم لديهم الفكر الاشمل والنظرة الشمولية ويدركون ما مرت به الامم في تلك العصور من فقدان وضياع للتاريخ والاثار والمعلومات مما يصعب عليهم طريق البحث بسبب عدم وجود الية ونظام للتوثيق والكتابة والارشفة وعدم وجود متخصصين في هذا المجال بتلك الحقبة ويعلمون مدى اهمية الوثيقة ولكن لا ضير فكما ذكرت سابقا فالحياة البدائية لها الدور الكبير في غياب التوثيق والارشقة وفقدان المعلومات بشتى انواعها ومجالاتها .

ونستطيع القول ان تاريخ التوثيق بدا منذ ان بدات الدعوة الاسلامية ونزول الوحي على سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ونزول القران الكريم على نبينا الامة في 610 ميلادي، والكتب السماوية الاخرى مثل التوراة والانجيل والزبور فالكتب السماوية تم تدوينها وتوثيقها بطريقة وشكل يليق بها وبحفظها . ان نزول الوحي .

ان الباحث لاي جانب من جوانب التاريخ البشري يجد الصعوبة في الحصول على المعلومات وعدم تمكنه من المعرفة فاذا رغب باستعادة بعض المعلومات وخاصة الاحداث التاريخية فقد تجد عدم الدقة والكفاية في المعلومات واحيانا لاتتوفر المصداقية وقد تتعرض السردية الى التزييف وتحريف الحقيقة فالمعلومات التي تحاكي الحضارات .

ان الارشيف والتوثيق السليم يلعب دورا هاما في ادامة المعلومات ويعمل على تسهيل الحصول عليها ويعتبراداة مركزية في الحفاظ على تاريخ الامم والشعوب فمن خلال الارشيف والتوثيق نستطيع التعرف على انجازات الامم والشعوب وحضارات الدول المختلفة والمتعاقبة عبر السنين فالارشيف وما يحتويه من وثائق هو عبارة عن مكانا يتم فيه تخزين الاحداث والمجريات والمعلومات فهو في التاريخ يعتبر ذاكرة وطن حية تعيش مع الاجيال عبر العصور وهي شاهدا على العصر وعلى العصور التي مضت .

في الامس القريب كانت فرصة جميلة لنا بان ناخذ دورة في التوثيق في مركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي ،والذي صدرت ارادة ملكية في عام 2005 على انشائه بالديوان الملكي الهاشمي وباشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الامير علي بن نايف وهو رئيس مجلس امناء المركز الملكي الهاشمي ، ويدير المركز الان معالي الاستاذ الدكتور مهند مبيضين وهو استاذ اكاديمي وكاتب ومؤرخ له العديد من الكتب وقد وضع له بصمة في عالم الاعلام والسياسة وقد شغل منصب وزير اعلام وناطق اعلامي وقد حاز على العديد من الجوائز والاوسمة على جهوده العلمية والادبية وهو المدير العام .

لقد كان الهدف من انشاء المركز الملكي هو المحافظة على الذاكرة الوطنية والقومية لال البيت ال هاشم وتوثيق التاريخ الاردني واجراء البحوث والدراسات من قبل اشخاص من ذوي الكفاءة والخبرة والعلم في مجال الوثائق والمخطوطات والتوثيق ، فيهدف المركز ايضا الى جمع الوثائق والصور وترميمها واعادة تاهيلها على ايدي خبراء ومؤهلين، فهذا المركز الملكي الهاشمي يعمل على الية متقدمة في مجال الارشفة والمخطوطات والوثائق ، ويعمل المختصون في هذا المجال على استخدام التكنلوجيا الحديثة في الحفظ والارشفة والفهرسة والتصنيف والترميم والمعالجة والتاهيل والتوثيق فاستخدام التكنولوجيا الحديثة في الارشفة والتوثيق يلعب دورا هاما في اطالة عمر الوثيقة وسهولة الحصول عليها فالوثيقة لها شان تاريخي وقانوني واداري فلها الاهمية الكبيرة في مسيرة الدول ونهضتها وتاريخها فهذا المركز وما يتمتع به من تقدم وانجاز في مجال التوثيق هو ترجمة وتجسيد لرؤيا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في مواكبة التطور التكنولوجيا في مجال العلم والمعرفة والوثائق والمخطوطات .

لقد تعاملنا مع مدربين واساتذة في المركز اصحاب خبرة علمية واكاديمية وتاريخية اشخاص اخذوا على عاتقهم بان تكون رسالتهم في هذا المجال نبيلة وذات قيمة كبيرة يشهد لها القاصي والدني وان يكون لهم الاثر الايجابي في عالم الوثائق والمخطوطات واتذكر هنا ليس للحصر او التحديد الاستاذ سليمان شقيرات وهو المدير الفني والدراسات فما جعلني اتذكره جيدا هو عندما دخل القاعة مبتسما وضاحكا مرحبا بالحضور وكانه يعرفهم جميعا حقا كانت المحاضرة قيمة ولا يمل منها فجميع الاساتذة والمدربين كانوا مبدعين يستحقون الثناء والشكر .

فالشكر الموصول الى سمو رئيس مجلس الادارة/ مركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي ، ومعالي المدير العام د. مهند مبيضين واسرة التوثيق المكرمين .

حمى الله الاردن بقيادتة الهاشمية المظفرة الحكيمة والتي تواصل النهار بالليل من اجل وطن كبير في انجازاته ووطن كبير في اهله الشرفاء الملتفين حول القيادة الهاشمية .

* عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :