بعد 200 عام من وفاته .. الكشف عن الوجه الحقيقي لبيتهوفن
29-05-2025 10:36 AM
عمون- كشفت دراسة علمية حديثة ملامح الوجه الحقيقية للموسيقار الألماني الشهير لودفيغ فان بيتهوفن، في محاولة لفكّ غموض العلاقة بين شكله الخارجي وعبقريته الموسيقية التي ألهمت أجيالاً من الفنانين. وباستخدام تقنيات متقدمة لإعادة البناء ثلاثي الأبعاد، نجح الباحث البرازيلي سيسيرو مورايس في تقديم تصور رقمي دقيق لوجه بيتهوفن، استناداً إلى صور لجمجمته وقياسات تعود إلى القرن التاسع عشر.
العملية التي استغرقت عدة أشهر بدأت بتحليل صور لجمجمة بيتهوفن من زاويتين مختلفتين، قبل الانتقال إلى مرحلة النمذجة الرقمية من خلال التصوير المقطعي الافتراضي. وقد واجه الفريق العلمي تحديات كبيرة، أبرزها التعامل مع جمجمة غير مكتملة تعرّضت للتشريح بعد وفاة المؤلف الموسيقي في عام 1827. وعلى الرغم من ذلك، نجح مورايس في التوصّل إلى نتيجة مذهلة تُظهر بيتهوفن بملامح حادة وعينين ثاقبتين، بصورة تتوافق إلى حد كبير مع لوحاته الفنية الشهيرة.
ولكن التناقض اللافت بين ملامح بيتهوفن القاسية وتعبيراته المتجهمة، وبين الموسيقى الحالمة التي أبدعها، من بينها "السيمفونية التاسعة" و"سوناتا ضوء القمر". ويُرجّح الخبراء أن شخصيته المتقلبة كانت متأثرة بإعاقته السمعية، التي بدأت في أواخر العشرينات من عمره. هذه المعاناة، التي كانت كفيلة بتدمير مسيرة أي موسيقي، تحوّلت في حالة بيتهوفن إلى حافز للابتكار والتحدي.
كما تناولت الدراسة تحليلاً أعمق لشخصيته، مشيرة إلى أن "المزاجية الحادة، والتركيز العالي، والتصميم العنيد" كانت عوامل مؤثرة في تفجّر إبداعه الاستثنائي، ما يعيد فتح النقاش حول العلاقة المعقدة بين العبقرية والاضطرابات النفسية. اللافت أن ملامح بيتهوفن المعاد بناؤها أظهرت تشابها كبيراً مع اللوحة التي رسمها الفنان جوزيف كارل شتييلر عام 1820، ما يعزز دقة تلك اللوحة التاريخية التي بقيت لأكثر من قرنين مرجعاً بصرياً للموسيقار الأشهر في التاريخ. "وكالات"