خبير اجتماعي: فرحة العيد تراجعت والتكنولوجيا خلّفت رهابًا اجتماعيًا
08-06-2025 02:59 PM
عمون - هبة عواد - أكد الخبير التربوي والأسري عايش النوايسة أن مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى شهدت تغيرًا جوهريًا خلال العقود الأخيرة، متأثرة بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وتكنولوجية، انعكست على طبيعة العلاقات العائلية وسلوك الأطفال في هذه المناسبة.
وقال النوايسة لـ عمون، إن الاحتفال بالعيد في الماضي كان يتميز بطابع اجتماعي دافئ، أساسه التجمعات العائلية الكبيرة، وزيارات الأقارب، واللعب الجماعي للأطفال في الأحياء، إلى جانب مظاهر بسيطة لكنها مليئة بالفرح.
وأشار النوايسة إلى أن التحول نحو "الرقمنة"، وضعف البنية التحتية للترفيه مثل قلة الحدائق العامة والمساحات المفتوحة، ساهما في خلق نوع من الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال، وجعلا من العيد مناسبة فردية أكثر منها جماعية.
وعن دور الأسر، أوضح النوايسة أن الأسرة الممتدة، التي كانت حاضرة بقوة في الأعياد، تراجعت أمام هيمنة نموذج الأسرة النووية، وهو ما قلّص حجم التجمعات وأضعف التواصل بين الأجيال، مضيفًا أن عدد أفراد الأسرة اليوم أقل، والميل نحو العيش في شقق ضمن بيئات عمرانية مغلقة قلّل من فرص التفاعل الاجتماعي.
وحول دور التكنولوجيا، يرى النوايسة أن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تحولًا في أشكال التهنئة، حيث أصبحت الرسائل النصية ومكالمات الفيديو بديلاً عن اللقاءات الشخصية، وهو ما أفقد العيد جزءًا من معناه التفاعلي.
وأشار إلى أن تفضيل بعض العائلات قضاء العيد في السفر خارج البلاد ساهم في تفكيك الأجواء الاجتماعية المرتبطة بهذه المناسبة، وهو ما يعكس تأثرنا المتزايد بالأنماط الغربية ويُكرّس النزعة الفردية.
واختتم النوايسة حديثه بالتأكيد على أن هذه التغيرات ليست مجرد تطور طبيعي، بل هي مؤشر على خلل اجتماعي يحتاج إلى مراجعة.