هُنا ترقد شاهدةً على زمنٍ لم يعرف الرحمة…
هُنا تنام من كانت تصرخ في وجه الظلم كل صباح.
شيرين… تلك التي حملت المايكروفون كدرع، وصوتها كسيف، وسارت في أزقة المخيمات والدمع في عينيها لا يهتز.
مسيحيةٌ كانت؟ نعم.
لكن الموت لا يسأل عن الطائفة، والرصاصة لا تفرق بين صليب وهلال…
والدعاء؟ هو لغة السماء… لا تحتاج لجواز عبور.
اللهم إن شيرين أبو عاقلة قد شهدت بالحق، وواجهت الباطل…
اللهم فارحمها رحمةً لا تُقاس بدينٍ ولا تُحد بجنسية.
اللهم اجعل قبرها نورًا، وسلامًا، وطمأنينة.
في 11 مايو 2022، بينما كانت تغطي اقتحامًا إسرائيليًا لمخيم جنين، قُتلت برصاصةٍ مباشرة في الرأس… رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة الواضحة.
رصاصة بدمٍ بارد…
قتلت الحقيقة، وخلّدت صاحبتها.
من يقتل الصحفي؟
من يخاف الكلمة؟
من يرتعب من الضوء؟
هو من يسكن الظلمة.
لا تنسوا: الدين لله… والإنسانية لنا جميعًا.
شيرين ماتت صحفية… وعاشت إنسانة.
رحمك الله، يا صوت فلسطين.