facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفخ الذي أسقط إيران


داود عمر داود
14-06-2025 01:05 PM

الحرب خدعة: هزيمة العرب 5 يونيو حزيران 1967:

كان العامل الرئيسي في هزيمة الدول العربية، وتحديداً مصر، في حرب 1967، هو تعرضها لهجوم جوي مباغت من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح يوم الإثنين الموافق الخامس من يونيو حزيران. هناك روايتان لكيفية حصول تلك الضربة القاضية. فبينما كان المصريون ينتظرون الطائرات الحربية الإسرائيلية أن تأتيهم من جهة الشرق، فإذا بها تأتيهم من حيث لم يحتسبوا.

الرواية الأولى تقول إن الطائرات الحربية الإسرائيلية حلقت فوق مياه البحر الأبيض المتوسط غرباً قبل أن تستدير، وتتجه شرقاً، وتهاجم القواعد الجوية المصرية من الخلف. أما الرواية الثانية، فتقول إن الطائرات الحربية المغيرة انطلقت شمالاً، فجر ذلك اليوم، من القواعد الجوية البريطانية في كينيا، التي تبعد عن مصر 3 آلاف كيلومتر. عموماً، كانت تلك الضربة مفاجئة للقيادة المصرية، وأدت إلى تحييد جميع القواعد الجوية، وتدمير جميع طائراتها الحربية وهي رابضة على الأرض. وبذلك فقد الجيش المصري في سيناء الغطاء الجوي، وارتبكت القيادة العسكرية والسياسية في مصر، فكانت هزيمةً ساحقة، عُرفت بـ "هزيمة 5 يونيو حزيران 1967".

هزيمة إيران 13 يونيو حزيران 2025:
وبعد 58 عاماً جاءت هزيمة إيران على يد إسرائيل ربما بنفس الطريقة. إذ أن القيادة الإيرانية كانت تنتظر أن تأتيها الضربة الجوية الإسرائيلية من جهة الغرب، لكن يبدو أنها جاءتها من جهة الجنوب، ربما من قاعدة "دييغو غارسيا"، الأمريكية البريطانية المشتركة، الواقعة في المحيط الهندي، التي تبعد عن ساحل إيران 2700 كيلومتراً. بينما المسافة بين إيران وإسرائيل هي 2200 كيلومتراً.

وما يجعل المراقب يتجه للتفكير بهذه الطريقة هو الحجم الضخم للضربة التي تعرضت لها إيران، وتواصل الهجوم على مدار الساعة، وشموله جميع أنحاء البلاد، والعدد الكبير من المقاتلات المغيرة، التي أعلنت إسرائيل أنها بلغت 200 طائرة حربية، أغارت على 100 موقع موزعة على كامل الأراضي الإيرانية. لذلك فمرور مثل هذا العدد الكبير من المقاتلات باتجاه إيران، من خلال أجواء دول الجوار، لا بد أن يكون ملحوظاً حتى للمواطن العادي في بيته، خاصة أن الهجوم بدأ في هدوء الليل، قبيل الفجر.

ولهذا ربما أن الوصول إلى إيران كان من جهة اخرى، وليس بالضرورة من قواعد جوية إسرائيلية، كما حصل مع مصر في حرب عام 1967. لذلك تكون "دييغو غارسيا" الخيار الأنسب لهكذا عملية دولية معقدة.

خداع إيران خلاف وهمي بين ترامب ونتنياهو:
يبدو أن التوافق على هذه الضربة القوية ضد إيران جاء خلال المكالمة الهاتفية، التي جرت يوم الخميس، 22/5/2025، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، التي استمرت 40 دقيقة، ويبدو أن ترتيبات العملية، وتوزيع الأدوار، تمت خلالها. ولم يُعلن عن المكالمة إلا بعد 4 أيام، الاثنين التالي، وجاء الخبر على لسان "مصادر إسرائيلية" وصفت المكالمة بـ "اتصال هاتفي متوتر بين ترامب ونتنياهو" و"مكالمة هاتفية حادة" وأن المحادثة "اتسمت بخلافات حادة".

أما ترامب فقد ساهم في عملية التضليل حينما صرح بالقول: "لقد أحرزنا تقدما حقيقيا، تقدما جادا في المحادثات مع إيران". وهكذا أبدى الجانبان انطباعات متضاربة، بينما بدا واضحاً بعد الضربة أنهما كان على وفاق تام. فإذا كان الجانب الإيراني يعتمد في استقاء المعلومات لإتخاذ المواقف، على ما يرد في وسائل الإعلام، فإنه يكون حتماً قد تعرض للتضليل. إذ كانت مواقف المسؤولين الإيرانيين متشددة، بناءً على ما بدا لهم أنه خلاف بين ترامب ونتنياهو.

وقوع إيران في فخ التضليل:
حتى أن ترامب صرح بعد الضربة "انه كان يعرف كل شيء عن الهجوم،" مشيراً إلى أنه "أمهل إيران 60 يوما ولم تلتزم، واليوم هو الـ61"، ما يعني أن إسرائيل بدأت الضربة بعد يوم واحد من نهاية مهلة ترامب لإيران، بالتنسيق التام مع الجانب الأمريكي، الذي زود إسرائيل بـ "بيانات ومعلومات استخبارية دقيقة لغاية ضرب إيران". وهذا أكبر دليل على نجاح عملية التضليل التي مورست على قادة إيران، ولم ينتبهوا لها، ووقعوا في فخٍ قاتلٍ نصبه لهم الأمريكيون والإسرائيليون.

سياسة "تصدير الثورة" كانت بذرة فناء النظام:
ما حصل لإيران هو نتيجة حتمية لسياستها، على مدار 46 عاماً، منذ نجاح ثورة أية الله الخميني، عام 1979. لقد جاء نظام الخميني حاملاً معه بذور الفناء، تمثلت في سياسة "تصدير الثورة"، أحد ركائز النظام. والهدف هو إعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية والتوسع الإقليمي على حساب بلدان العرب والمسلمين.

لقد قام نظام الخميني على أساس معاداة الإسلام والمسلمين واستخدم سياسة "تصدير الثورة" كغطاء لنشر التشيع، وتشكيل أذرع شيعية عبارة عن عصابات مسلحة، تلعب دور البلطجية في مجتمعاتها، لحساب طهران، مثل حزب الله في لبنان، والاحزاب الشيعية في البحريني، وخلية حزب الله في الكويت، والحوثي في اليمن، وحزب الله في العراق والحشد الشعبي، وأذرع اخرى تحت مسميات مختلفة منها "المجلس الشيعي الأعلى"، في بعض البلدان العربية والإسلامية المستهدفة من قبل إيران.

وأدت سياسة "تصدير الثورة" إلى نشر عدم الاستقرار في بلدان كانت مستقرة لكنها شهدت حروباً طائفية، أهمها حرب الخليج الأولى، مع العراق، استمرت لثماني سنوات، والتمرد الشيعي في البحرين، والحروب الأهلية في سوريا وفي اليمن. كلها استهدفت تمكين الموالين لطهران من السيطرة على مقاليد الحكم. وعليه فإن الغرض من "تصدير الثورة" هو نشر ثقافة وعقيدة ومنهج فكري ومعرفي كلها تتعارض مع عقيدة الإسلام.

خلاصة القول: ويضلُ اللهُ الظالمين:
لذلك فلا بد أن يضلَ اللهُ الظالمين، آجلاً أم عاجلاً، حيث وقع الملالي في شرِ أعمالهم، عندما قبلوا بالتفاوض حول مشروعهم النووي، فكان الفخ الكبير الأول الذي نصبه لهم المخادع ترامب. والفخ الثاني، كان عندما أوهمهم بوجود خلاف بينه وبين نتنياهو، فتشددوا بالكلام دون وعي، بينما كان الاثنان يخططان سراً لتنفيذ الضربة القاضية التي أوصلت النظام إلى مرحلة الترنح والاحتضار. وليس بعد ذلك إلا السقوط، يليه إما عودة نظام الشاه، أو التشرذم، والتفكك، والتقسيم إلى أربع دولٍ، سيكون أكبرها وأغناها دولة الأهواز العربية، على الضفة الشرقية للخليج، ليصبح الخليج عندها خليجاً عربياً خالصاً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :