facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب إسرائيل وإيران بين التصعيد وإعادة تموضع النفوذ الإقليمي


خالد عطاالله
15-06-2025 10:31 PM

بتاريخ 13 يونيو 2025 بدأت المواجهة العسكرية المباشرة بين اسرائيل وايران وهو ما اعتبره كثير من المحللين تحول نوعي في نمط الصراع القائم في المنطقة والذي يمتد لسنوات طويلة متخذا اشكالا غير مباشرة بل عبر وكلاء ، وبالرغم من التصريحات التصعيدية التي تصدر تباعا من كلا الجانبين الا ان العمليات الميدانية بدت محدودة ومركزة منذ الثواني الأولى ما يدل على عدم وجود نية واضحة لتوسيع الجبهة او خوض مواجهة شاملة وهذا ما يعكس وجود اهداف سياسية محسوبة تتجاوز البعد العسكري المباشر .

المؤشرات الميدانية والدبلوماسية الحالية تشير إلى أن الحرب لن تستمر بصورتها التقليدية لا بل من المرجح أن تتحول الى مواجهة غير مباشرة قريبا تعتمد على ادوات بديلة تشمل الضربات الاستخباراتية والعمليات السيبرانية وحروب الوكلاء عبر اطراف ثالثة في الاقليم .

طهران تظهر حتى الان قدرة على امتصاص الضربة وتحويل التصعيد إلى فرصة لتعزيز الاوراق التفاوضية فيما تعتمد اسرائيل على تكتيك الضربات الاستباقية لمحاولة فرض معادلات ردع جديدة دون التورط في حرب واسعة لا تملك الغطاء الدولي الكافي لخوضها والاستمرار بها .

لكن بعيدا عن الجبهة الإيرانية، سؤال آخر اكثر اهمية وخطورة يتداول داخل الدوائر السياسية والأمنية في المنطقة هل تستغل اسرائيل هذه الحرب الخارجية كفرصة لإعادة ترتيب ملفاتها الداخلية خاصة في غزة والضفة الغربية ؟.

كافة المعطيات الميدانية تشير الى ان إسرائيل تحاول فعليا الان استغلال الانشغال الإقليمي والدولي بالحرب مع إيران لتحقيق أهداف حاسمة على الجبهة الفلسطينية حيث تقوم بتكثيف عملياتها الأمنية والاستخباراتية في الضفة وتسعى إلى فرض واقع امني وجغرافي جديد في غزة مستفيدة من التغطية السياسية التي تتيحها الحرب الخارجية ، والتحركات الإسرائيلية الاخيرة في الضفة الغربية تعكس استراتيجية أمنية جديدة قوامها تفكيك البنى التنظيمية للمجموعات المسلحة المحلية وتشديد السيطرة على الميدان ( الأرض ) بالتوازي مع تعزيز التنسيق الأمني مع بعض الأطراف الفلسطينية في حين تظهر في غزة مؤشرات على محاولة تقليص نفوذ المقاومة وتوسيع هامش الضغوط العسكرية والاقتصادية لدفع نحو تهدئة طويلة الأمد بشروط جديدة لا مناص منها .

كل ذلك يجري في ظل حالة ترقب امنية اقليمية ممتدة حيث انه لم تظهر حتى الآن بوادر تدخل مباشر من دول الجوار، لكن يبقى مستوى التوتر مرتفعا بما يكفي لإبقاء الاقليم على حافة الانفجار ،الحرب بين إسرائيل وإيران حتى الآن لم تتحول إلى مواجهة شاملة لكنها تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة في صدارتها استخدام هذه اللحظات الإقليمية لفرض تغييرات داخلية في الساحة الفلسطينية والذي سيؤدي إلى تصعيد آخر مختلف في الشكل والاتجاه خلال الأشهر المقبلة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :