دور الإعلام في مواجهة مشروع الاحتلال
م. مروان الفاعوري
20-06-2025 12:42 PM
خطر في ذهني سؤال ترى ما دور الإعلام في توجيه البوصلة لمواجهة مشروع المحتل في ظل الصراع الإيراني – الإسرائيلي.
لم يعد الإعلام في عصرنا مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو عرض الوقائع، بل تحوّل إلى أداة فاعلة في تشكيل الوعي الجمعي، وتوجيه الرأي العام، بل وصناعة الأولويات وتحديد العدو من الصديق.
وفي ظلّ صراع تتداخل فيه الأبعاد السياسية والطائفية والأمنية، كالصراع الإيراني – الإسرائيلي، يتّضح مدى خطورة الدور الذي يؤديه الإعلام، سلبًا أو إيجابًا، في توجيه بوصلة الشعوب نحو العدو الحقيقي، أو صرفها عنه نحو قضايا جانبية تُضعف الموقف وتشتّت الجبهة.
فالمشروع الإسرائيلي، بمخططاته الاستيطانية والتوسعية، وبحروبه المفتوحة والمقنّعة على شعوب المنطقة، لم يتوقّف يومًا عن العمل لتحقيق أهدافه. ومع ذلك، فإن كثيرًا من الوسائل الإعلامية انشغلت، أو أُشغِلت عمدًا، بتضخيم خلافات داخلية، وتأجيج الصراعات البينية، وتقديم الأطراف التي تتبنّى خطابًا مناهضًا لإسرائيل على أنها الخطر الحقيقي على الأمة.
ومن هنا، تأتي خطورة التوظيف الإعلامي الذي يسعى إلى قلب الحقائق، وتشويه كل قوة ترفع راية المقاومة أو تتبنى خطاب المواجهة مع الاحتلال، بغضّ النظر عن الخلفيات المذهبية أو السياسية.
إن الإعلام الواعي والمسؤول لا يُغفل التناقضات، لكنه يدرك أن هناك أولويات، وأن الاحتلال هو التهديد المركزي الذي يجدر أن تتوجّه نحوه الجهود والخطابات والاصطفافات، لا أن يُحوَّل النقاش إلى معارك جانبية تستنزف الوعي وتُضعف الموقف المقاوم.
فالإعلام، حين يغفل عن المشروع الإسرائيلي أو يهوّن من خطره، يُسهم – بقصد أو بغير قصد – في تثبيت أركانه، وتمييع قضيته، وإرباك الرأي العام، بينما الإعلام الذي يضع مصلحة الأمة فوق الحسابات الضيّقة، يسعى لتثبيت البوصلة في الاتجاه الصحيح: نحو فلسطين، ونحو كل من يقف في وجه الاحتلال، لا إلى شيطنة كل صوت لا ينسجم مع هوى السائد.