حَكَمَ رضا شاه بهلوي ايران من عام ١٩٢٥ إلى عام ١٩٤٠.
كان تركيز رضا بهلوي على توطيد السلطة بيد الدولة وقمع النفوذ القَبَلي والديني. أسّس جيشاً وطنياً حديثاً، وأنشأ مؤسسات تعليمية علمانية، وأرسل بعثات دراسية إلى أوروبا.
تم فرض ارتداء الزي الأوروبي ومنع الحجاب (بشكل غير رسمي)..
حاول تقليص هيمنة بريطانيا وروسيا في البلاد. أُجبر رضا شاه على التنازل عن العرش لصالح ابنه محمد رضا بهلوي، كان محمد رضا هو اول من فكّر بامتلاك برنامج نووي ايراني، فتم توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة اتفاقية ضمن برنامج “الذرة من أجل السلام. كانت الولايات المتحدة في حينها تشجع دولاً “صديقة” على تبني التكنولوجيا النووية لاستخدامها في الطاقة والزراعة والطب، بدا الأمر بحُسن نوايا فأنشأت مركز طهران للأبحاث النووية عام 1967. حصلت إيران على مفاعل أبحاث بقدرة 5 ميغاواط (من الولايات المتحدة)، يعمل باليورانيوم عالي التخصيب!
بعد الطفرة النفطية عام 1973، أصبح لدى إيران فائضاً مالياً ضخماً، فبدأ الشاه يفكر بإيران كقوة إقليمية عظمى. أعلن نية بلاده بناء ما يصل إلى 20 محطة نووية لتوليد الكهرباء. تم توقيع اتفاقيات. اتفقت إيران مع فرنسا وألمانيا الغربية والولايات المتحدة للحصول على المعرفة والمعدات..
لكن عند قيام الثورة وسقوط الشاه، توقفت أغلب المشاريع النووية. أوقفت الدول الغربية تعاونها النووي مع إيران. مما أدخَلَ البرنامج النووي في مرحلة جمود (موت سريري) فَرَضَت الولايات المتحدة والدول الغربية حظرًا على التعاون النووي مع ايران. لكن ما جَعَلَ ايران تعيد فكرة احياء البرنامج بكل إصرار هو خروجها من الحرب مع العراق مُنهكه وإدراكها أهمّية الرّدع العسكري الاستراتيجي.
بدأت تبحث عن مصادر بديلة للتقنية النووية من دول مثل روسيا والصين. نجحت بإصرار وعزيمة في الوصول لمبتغاها فأنشأت منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وطَوّرَت مفاعل آراك للماء الثقيل، وتعاونت مع روسيا لإكمال مفاعل بوشهر. بدأت الشكوك الدولية تلوح بالأفق بشأن برنامج ايران النووي بسبب جماعة إيرانية معارِضة كشفت وجود منشآت سرية في نطنز وآراك. بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق. تبين أن إيران كانت تخصّب اليورانيوم دون الإعلان الكامل، مما أثار الشكوك بأنها تسعى لصنع سلاح نووي. فوراً فرضت الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي عقوبات قاسية..
إسرائيل وأمريكا تحدّثوا بصراحة عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران. على الرغم من امتلاك اسرائيل للقنابل النووية!!
في عام 2015: الاتفاق النووي (JCPOA) تم التوصّل إلى اتفاق تاريخي بين إيران ومجموعة 5 (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا).
وافقت إيران على تقليص تخصيب اليورانيوم.
وأعادت واشنطن فرض العقوبات، بل ووسّعتها وتم التشديد بكل حزم. لكن استمرت إيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى. ترى اسرائيل في البرنامج الايراني تهديدًا وجوديًا. بينما لا ترى في برنامجها سوى الأغراض السلمية والردع الاستراتيجي المسموح لها والمُحَرّم على كل من يُطلَق عليه (شرق أوسطي). نفّذت إسرائيل عدّة عمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين (أشهرهم: محسن فخري زاده). في ٢٢ حزيران من عام ٢٠٢٥ تم استهداف المنشآت النووية في ايران (فوردو ،نطنز ،اصفهان) بهدف نزع سلاحها النووي وإخضاع ايران للتفاوض (السلام على حدّ تعبيرهم) وفق إملاءات غربية دون شروط ايرانية.
على المستوى الشخصي لا أراهُ تهديداً عسكرياً لمنطقة الشرق الأوسط إنما أراه تهديداً وجودياً أراه وأد حضارات وفَرض حضارات، وأد ثقافات وفرض ثقافات وأد معتقدات وفرض معتقدات، لكن اعظم ما أخشاه أن تصبح البشرية مُلكاً للعلمانية الليبرالية الراديكالية الناعمة تحت مسمّى (فرض السّلام).