عمون - الكثير من النساء يختبرن تلك الرغبة الشديدة والمفاجئة في تناول الشوكولاتة، وكأن الجسم يصر على الحصول عليها الآن! لكن ما الذي يكمن وراء هذه الشهوة القوية؟ هل هي مجرد نزوة عابرة، أم أن هناك أسبابًا أعمق تدفعنا للبحث عن هذه الحلوى اللذيذة؟

الشوكولاتة: أكثر من مجرد متعة

ليست الشوكولاتة مجرد طعام لذيذ، بل هي مزيج معقد من المركبات التي تؤثر على كيمياء الدماغ بطرق مختلفة. تحتوي على:

السيروتونين (Serotonin): يُعرف بهرمون السعادة، والشوكولاتة تساعد في زيادة مستوياته في الدماغ، مما يحسن المزاج ويقلل من مشاعر القلق.

فينيل إيثيل أمين (Phenylethylamine - PEA): مركب كيميائي ينتجه الدماغ بشكل طبيعي عند الشعور بالحب أو النشوة، ووجوده في الشوكولاتة قد يفسر شعور "الوقوع في الحب" الذي يصاحب تناولها.

المغنيسيوم (Magnesium): الشوكولاتة الداكنة غنية بالمغنيسيوم، وهو معدن أساسي يلعب دورًا في أكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي في الجسم، بما في ذلك تنظيم المزاج ومستويات الطاقة. نقص المغنيسيوم شائع، وقد يكون اشتهاء الشوكولاتة إشارة من الجسم للحصول على هذا العنصر الحيوي.

أسباب الرغبة المفاجئة في الشوكولاتة لدى النساء:
تعد النساء أكثر عرضة لاشتهاء الشوكولاتة من الرجال، خاصة في فترات معينة. وإليكِ بعض الأسباب المحتملة:

التغيرات الهرمونية: تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا. فخلال الدورة الشهرية (خاصة في فترة ما قبل الحيض - PMS) والحمل وسن اليأس، تتأرجح مستويات الإستروجين والبروجسترون، مما يؤثر على النواقل العصبية في الدماغ وقد يزيد من الحاجة إلى الأطعمة المريحة مثل الشوكولاتة. غالبًا ما يكون الجسم يبحث عن السيروتونين لتحسين المزاج وتقليل الانزعاج المرتبط بالتقلبات الهرمونية.

التوتر والقلق: عندما نكون تحت الضغط، يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول. الشوكولاتة توفر شعورًا بالراحة والهدوء، مما يساعد الجسم على التعامل مع التوتر. إنها آلية للتعامل مع المشاعر السلبية.

نقص المغنيسيوم: كما ذكرنا سابقًا، نقص هذا المعدن يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل الصداع، التقلصات العضلية، والتقلبات المزاجية. ولأن الشوكولاتة مصدر جيد للمغنيسيوم، فقد يكون اشتهاؤها إشارة من الجسم لتعويض هذا النقص.

نقص الطاقة أو انخفاض سكر الدم: إذا كنت تشعرين بالتعب أو أن مستويات السكر في دمك منخفضة، فإن السكر والكافيين (بكميات قليلة) الموجودين في الشوكولاتة يمكن أن يمنحاك دفعة سريعة من الطاقة.

العوامل النفسية والارتباطات العاطفية: غالبًا ما ترتبط الشوكولاتة بالاحتفالات، المكافآت، واللحظات السعيدة. هذا الارتباط الإيجابي يجعلنا نلجأ إليها عندما نبحث عن الراحة أو السعادة، أو حتى لمجرد شعورنا بالملل.

في المرة القادمة التي تشعرين فيها برغبة ملحة في تناول الشوكولاتة، حاولي أن تفكري: هل جسدك يحاول إخبارك بشيء؟ ربما يحتاج إلى المغنيسيوم، أو يبحث عن دفعة مزاجية، أو مجرد استراحة من ضغوط الحياة. استمعي إلى جسدك، ولكن تذكري دائمًا أن الاعتدال هو المفتاح للاستمتاع بفوائد الشوكولاتة دون أي شعور بالذنب!