facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين سجدة وعبوة .. يمرّ المجد


يحيى الحموري
26-06-2025 12:38 PM

في بقعةٍ نسيها الضوء… وتذكّرها الله،

نهضت غزة لا كمدينة، بل كصرخةٍ من زمن الأنبياء، كأنّها لم تُخلق من تراب، بل من وجعٍ يابسٍ نبتت فيه كرامة لا تموت.

هناك… حيث لا يسكن الخوف، تسير الأقدام حافيةً فوق الأسلاك، لا تدوسها بل تُذلّها.
هناك… حيث لا تبيت الأسلحة، بل تصحو الأرواح قبل الرصاص، وتُصلّي الأبجدية في محراب العبوة.

رجلٌ خرج من دخان الحصار، لم يأتِ من حضن عاصمة، بل من ضلعِ القهر… ومن دمعةِ أمٍّ مات أبناؤها ولم تمت هي، لأن قلبها يقاتل.
وضع “شواظاً” لا كأنّه وضعها، بل كأنّ الأرض هي من أوحت بها، وكأنّ الحديد انحنى بإرادته احتراماً لساكن السماء.

ما هذه اليد؟!
تُصافح الموت فلا ترتجف، وتُقبّل القبر فلا تهاب.
ما هذا القلب؟!
يقرأ النصر بين شظايا الدبابات، ويسمع تكبير الملائكة بين أزيز الرصاص.

يا أيها الذي خلع الدنيا كنعله، ومشى إلى الجنة على عتبة دبابة،
من أي سورة نزلت؟ من أي سطرٍ في السماء أتيت؟
أأنت مجاهد أم قصيدة لم يكتبها الفجر بعد؟
أأنت بشرٌ أم استعارةٌ تجسّدت لتفضح عجز الكلمات عن اللحاق بظلالك؟

قتلت سبعة، وأحييت أمة،
حرقت آلية، وأوقدت ذاكرة،
زرعت عبوة، وجعلت من الانفجار لغةً لا تُترجم.

هنا غزة، ليست مدينة، بل مجازٌ مُتمرّد،
ليست خريطة، بل شجرة من لهب… جذورها في السماء، وأغصانها تُلهب الطغاة.

يا من عبرت على شوك الوقت،
يا من لم تكتب اسمك، بل نحتّه في جفن العدو…
سلاماً على سكونك حين دوّى الانفجار،
سلاماً على دعائك الذي سبق العاصفة.

إنها ليست حرباً… إنها نبوءةٌ تُكتب الآن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :