اخترت هذا العنوان لكي ادخل في الموضوع مباشرة ، فقد تعلمنا في مدارس الإدارة المتعددة بان القائد القدوة هو مفتاح النجاح والتميز ومنفذ الرؤية والرسالة الحريصة على نجاح الخدمات التي تقدمها المؤسسة التي يقوم بإدارتها ويشرف وبتابع جل اعمالها، فمن يتابع الجهود الكبيرة والمميزة التي تقوم فيها مديرية الامن العام بتوجيه ومتابعة وتقييم مباشر من مدير الامن العام اللواء عبيد الله المعايطة لا يتوانى عن تقديم الشكر والتقدير له على هذا العمل الدؤوب الذي يقوم فيه لخدمة الوطن والمواطن في مختلف المجالات والظروف وعلى مدار الساعة بشكل يومي منظم ومنسق وعمل ملموس .

انتهت المقدمة وندخل في صلب الموضوع ، وتركيزي في هذا المقال على موضوع واحد من مواضيع متعددة تقوم بإدارتها بنجاح مديرية الامن العام سيكون لها وقفات للكتابة عنها ، في هذا المقال نسلط الضوء ونبرز الحقائق لنعطي كل ذي حق حقه ، نتحدث عن المخدرات الذي لا يختلف اثنان على خطورته على المستوى الدولي والذي يعد من اهم المشكلات المعاصرة التي تمثل قمة المعاناة والمأساة التي وصلت إليها المجتمعات الإنسانية ، فاجتاحت هذه الافة بلدانا نامية ومتطورة، وانتشرت بين زمر وجماعات متباينة: فقيرة وغنية، ريفية وحضرية، وبين الافراد: صغاراً و كباراً، ذكوراً واناثاً، ثم بدأت بالانتقال من اقليم الى اخر زراعة وتصنيعاً وتعاطياً وإدماناً، وما النداءات العالمية التي تتعالى، والاتفاقيات التي تبرم والمؤتمرات الدولية التي تعقد، والبحوث والدراسات الاجتماعية التي تجرى بصفة دورية؛ إلا دلائل واضحة على حدة المشكلة و شموليتها، وما يزيد من خطورتها كونها تصيب الفئة الفعالة من المجتمع، وهي فئة الشباب التي تعد اساس الإنتاج وعماد التنمية، وتشمل مضار هذه الظاهرة الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية للفرد المدمن على المخدرات وعلى أسرته وبالتالي على مجتمعه بشكل عام.

ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة العالمي للمخدرات، فأن ما يقدر بنحو 300 مليون متعاط للمخدرات على مستوى العالم. كما تشير التقارير الأممية إلى أن تعاطي المخدرات تسبّب في وفاة 600 الف شخص خلال عام 2024 فقط.

وفي الأردن تقوم ادارة مكافحة المخدرات في مديرية الامن بجمع المعلومات عن كل ما يتعلق بالمخدرات وتهيئة الظروف المناسبة لضبط المتعاملين والمتورطين بقضايا المخدرات بالجرم المشهود وتنفيذ القوانين التنفيذية هذا المجال، ومن يتابع الإنجازات التي حققتها وتحققها إدارة مكافحة المخدرات يشعر بالفخر والاعتزاز بما تقدمه من خدمات تصل الليل بالنهار في سبيل درء خطر المخدرات عن شبابنا ومجتمعنا، وتعمل إدارة المخدرات ضمن ثلاثة محاور في محاربة هذه الآفة والحد منها وهي: المحور الوقائي الذي يعنى بنشر ثقافة الوعي بين فئات المجتمع وخصوصا الشباب من خطر المخدرات من أجل تحصينهم وتعزيز مستواهم الثقافي، وفيما يخص المحور الثاني العلاجي فقد بادرت إدارة مكافحة المخدرات ومنذ العام 1993 باستحداث أول مركز متخصصٍ لعلاج المدمنين وتقديم الخدمة العلاجية المجانية السرية للمرضى من خلال استحقاق تشريعي يعفي المريض من المساءلة القانونية حالة تقدمه للعلاج من تلقاء نفسه أو بواسطة أحد ذويه، ليتم معالجته على أيدي اطباء واخصائيين مهرة وبأحداث الطرق والأساليب العلاجية الناجعة.

ويعني المحور الثالث بالعمليات، وما تقوم به الإدارة بمنع التعامل غير المشروع بالمواد المخدرة بمنع بيعها وترويجها وزراعتها وصناعتها ومنع استغلال الاراضي الأردنية في تهريب المخدرات الى دول الجوار وحماية الأردن من تهريب المخدرات إليه.
وعند الحديث عن المخدرات واضرارها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر يقتضي الواجب ان نتوقف عند الجهد الكبير الذي قامت به إدارة مكافحة المخدرات في عام 2024 حيث تعاملت مع 25260 قضية تعاطي وحيازة واتجار تم من خلالها ضبط (38) ألف شخص مجرم عدو للمجتمع، وهذا الجهد أفضى إلى ضبط (27) مليون حبة كبتاغون و(3) آلاف كغم حشيش قبل وصولها إلى وجهاتها، لنتخيل لو ان هذه الاعداد دخلت الى الأردن او تم ارسالها الى الدول المجاورة بدون ضبطها ما حجم الخطر والضرر الذي ستلحقه في الافراد المجتمع والدول ، ولكن يقظة ومتابعة وتنسيق وعمل الإدارة مع القوات المسلحة الأردنية الباسلة ، والأجهزة الأمنية، والجمارك، أسهم في تحقيق هذه الإنجازات في الحرب ضد تجار المخدرات.

ويتم هذا الجهد بالتوازي مع عملية علاج المدمنين حيث تم في العام 2024 استقبال 744 شخصا في مركز علاج الإدمان تلقوا العلاج، وتم تنفيذ أنشطة توعوية تقارب الثمانية آلاف نشاطاً بالتعاون مع مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية ، ونتذكر بالفخر والمحبة والتقدير ان إدارة مكافحة المخدرات قدمت منذ تأسيسها ثمانية شهداء قدموا ارواحهم اثناء عمليات المداهمة لمجرمين مصنفين خطرين رفضوا الانصياع لتسليم انفسهم فكان ابطال المكافحة لهم بالمرصاد وتم القاء القبض عليهم من قبل فرق المداهمة وتم تقديمهم العدالة.

ويتواصل عطاء إدارة مكافحة المخدرات بتنفيذ توجيهات الملك عبدالله الثاني بن الحسين خلال زيارته لإدارة مكافحة المخدرات بتاريخ 22/05/2023 بوضع إستراتيجية وقائية شاملة لآفة المخدرات حيث تم اعداد هذه الإستراتيجية وبالشراكة مع ست وثلاثين مؤسسة حكومية وأهلية لحماية الوطن من آفة المخدرات وشهد عام 2024 اطلاق هذه الاستراتيجية للوقاية من آفة المخدرات بهدف توحيد الجهود بنهج شمولي تشاركي، تتكامل فيه الأدوار ضمن استراتيجية واحدة مع جميع المؤسسات المعنية يتم من خلالها تحقيق أهداف عدة من بينها بناء ثقافة رافضة للمخدرات، إضافة لرفع مستوى الوعي المجتمعي بخدمات العلاج من الإدمان وإدماج المتعافين في المجتمع .

مسك الختام، وسام مرصع بالفخر والاعتزاز نقدمه إلى مدير الامن اللواء عبيد الله المعايطة على هذا الجهد الكبير المميز في خدمة المجتمع بفضل ادارتكم الميدانية المتابعة والموجهة والناجحة لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، واوسمة عز وفخار نقدمها لنشامى إدارة مكافحة المخدرات على ما تقومون به من عمل محفوف جدا بالمخاطر للوقوف في وجه من تسول لهم انفسهم للخروج عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع لإلحاق الأذى والضر في المجتمع من خلال الاتجار او الترويج او تعاطي المخدرات، بوركت جهودكم وجهود المؤسسات التي تنسقون وتتعاملون معها لمواجهة هذه الآفة الخطيرة. وللحديث بقية.