الضحية .. والأحكام الفيسبوكية
د.شروق أبو حمور
02-07-2025 10:59 AM
قصة البلطجة كانت الحدث الذي تلامعت أضواءه هنا وهناك لينطفئ بريقه، وليتصدر الحدث والترند الحدث الأكبر والأكثر فوضوية وهمجية: موضوع السُكر والمسكورين والمشروب المغشوش والمخلوط بالمواد السامة والقاتلة.
وبين دروسٌ وعبر هنا وهناك تراقصت افكارٌ لعلها لوحظت منك عزيزي القارئ في الطريق وثنايا حوارٌ دار مع صديق، وفي الراديو والتلفاز وأكثرها قرفٌ واشمئزاز: السخرية والمزاح من الفيسبوكي واليوتيوبر وعبر الانستجرام، وعند القزّاز والسباك، والمهندس والدكتور والنجار.
وكلها قضاة وفقهاء دين ويا له من حدثٍ حزين!!
ما بين طيات كل ذاك وكوني مختصةٌ بتحليل وتفسير القضايا الاجتماعية، بعلميةْ ومهنيةٍ وبعيداً عن السخرية.
هذا ما استخرجته بين السطور لعلي أحلل فيه قضية المسكور:
حتى السم المباع يجب أن تراعى فيه شروط المواصفات والمقاييس وتشدد العقوبة ويعاقب الغشاش ولا نتحدث عن الغش بخجل لأن المادة المغشوشه "خمور" وكأننا نبيح في حديثنا المحظور.
وانتم ايها الشبان ايها الفتية والصبيان لماذا تشربون؟ واين اهلكم ولماذا لا يراقبون الرفاق؟ ويتبعونكم ليروا ما تفعلون في الرواق؟ ومن هو صديقكم وجليسكم وونيسكم؟
وأين التوعية من الجهات الرقابية ولماذا تباعُ المشروبات الكحولية للمراهقين والعابثين؟ تصفحوا المواقع الأردنية؟ وانظروا إلى خدمات البيع الالكترونية؟
وأين التوعية الإعلامية؟ تحدثوا عن المسكرات فهي غالباً ما تسبق المخدرات؟ انشروا التوعية والتثقيف ولا تتركوا الأمور حتى يفارق المسكور حياته وقد تركناه يتلذذ بسكراته ولم يدرك وانتهك المحظور.
وما دور رجال الدين؟
لماذا لا تتحدثون في خطبكم عن المسكرات؟
عن الكبائر والمحرمات؟
وانتم ايها الفيسبوكيون:
هل يحق لكم ان تتشروا المزاح؟
وتستهينوا وتنتهكوا حرمة انسانٍ قضى نحبه وبينه وبين ربه اسرارٌ لا تستباح؟
هل أنتم قضاة الأرض؟
لا تخطئون؟
أنا وانتم لسنا معصومون ولكنها رعاية ربنا وستره.
فرصةً لكي نتوب، ومرات كثيرة تجاوز فيها عن الذنوب.
ولكنهم كانوا محزنون وأمرهم لربهم فكل شيءٍ عنده بقدر وكان قدر هؤلاء الموت المسكور.
دعوا السكارى يموتون بسلام وكفاكم احكام.
وادرسوا الاسباب والعلاج، وحاسبوا صاحب المنتج القاتل فقد يكون يوماً صانع دواء وخلطة الموت لديه علاج!
"سكرة الموت كانت عندهم سكرات، فاتركوهم بسلام واتعظوا مما فات"