facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تيّار المحافظين وحديث الرؤساء


د.طلال طلب الشرفات
07-07-2025 12:08 AM

في المملكة الرابعة تعاقب على الدوّار الرابع اثنا عشر رئيساً من التيّار المحافظ، وهم كل الرؤساء باستثناء علي ابو الراغب وعمر الزّاز، وكان لكل منهم طريقته في الحكم، وأسلوبه في العمل، ونهجه في توصيف وتوظيف الفكر المٌحافظ او التخلي عنه مرحليّاً او جزئياً وفقاً لمقتضيات الحال، ودون إنكار ان بعضاً منهم كان لهم مواقف مشهودة في الإنتصار لهويّة الدولة وسيادتها ومصالحها العليا، وقيم المجتمع الراسخة، وهي مرصودة بإيجابيّة من الرأي العام والنخب الوطنيّة المٌخلصة.

تيّار المحافظين لا يحتكر الوطنيّة، ولا يزعم حصرية الموالاة، ولكنه لون الدولة الناصع الذي لا يمكن تغييره بكل "المساحيق" السياسيّة والإعلاميّة لأنه صدى الأغلبية، ووسم البناة الأوائل، وعطر الشهداء الذين قاتلوا وفاءاً للأرض والعرض، ودفاعاً عن هويتنا الوطنيّة الأردنيّة التي كانت على الدوام قلعة الأمّة النابض بالحياة، وكان الرؤساء او لنقل معظمهم يقسّمون ثوابت فكرهم المٌحافظ بين المٌداراة هنا والمجاراة هناك، وتنقسم ممارساتهم بين الإلهاء والإرضاء لتمرير الوقت والواقع المٌرّ.

الليبراليون الجدد بتركيبتهم المٌقلقة، وغرابتهم وإغترابهم خذلوا الدولة وخدعوا الناس، وزرعوا ايتاماً لهم أسهموا "للأسف" في قتل الشخصية الوطنيّة الشريفة، وشتّتوا وبعثروا أهل الرأي الصادق المخلص والوطنيّين الشرفاء ب"بالإخصاء" والإقصاء، وأذكوا نار الخديعة والتغريب، ووسّعوا "مستنقعات" النفاق والوقيعة، وتفرقوا بعد ذلك بين السجن والهروب الى أقاصي الأرض؛ دون إنكار وطنية نفر قليل منهم كانوا مثالاً للنزاهة والإخلاص والعمل الجادّ، وتمسكهم بالعدالة والحوكمة وحرمة المال العام، وعلى رأس اولئك الصادقين دولة عمر الرزّاز.

رؤساء الحكومات من التيّار المٌحافظ، ومن ماثلهم من نوّابهم ووزراءهم، ورجال الدولة الذين داروا في فلكهم طيلة حكمهم مقصرون بحق الوطن بقصد او بدونه؛ لا سيما بعد ان فتكت المعارضة بمعاقل الفكر المٌحافظ، وقوى الموالاة التقليديّة، وحولت فسيفساء المزاج الوطني الى حالة من "الرهاب" الوطني، والغضب الخدمي، وكل ذلك له اسبابه ومنها شيوع الهويّات الفرعيّة على حساب الهوية الوطنيّة الأردنيّة، والتي اسهمت الحكومات - دون ان استثني منها واحدة - في تكريس "الشلليلة" المقيتة التي أرهقت كاهل الناس، ودون رأفة بالصالح العام، وحسن التقدير.

في الأزمات؛ يتحول رجال الدولة جنوداً في خدمة الدولة والعرش والشعب، والوطن الذي يعيش أدقّ المراحل، وأكثرها خطورة في منطقة غارقة في الصراعات ودواعي اللهب، مما يستدعي منّا ان نعيد للتيّار المٌحافظ، وقوى الموالاة وحدتهما ونصرتهما للوطن والعرش، وما حدث في لبنان وايران تحديداً يزلزل القلوب، وينذر بمخاطر التوسع والإستهداف والتهجير، وهو أمر لا معنى للحياة والشرف معه.

الدولة التي قدمت الرؤساء والوزراء للمشهد العام تستحق منهم ان يتنازلوا عن ابراجهم بعض الوقت، ويتواضعوا لقدسية التراب ونبل الشعب، وان يتحولوا جنوداً - ولو برهة - من اجل إستعادة لون القمح؛ الذي تهنا في رحلة البحث عنه حتى تغير رسمنا وأسمنا ووسمنا، وهؤلاء الجاثمين على أقدارنا، والحابسين لأنفاسنا لا ينفكون في الإيغال بقهرنا، والعبث بصبرنا حتى غدا الشريف منّا يقول لصاحبه: أن أنج سعد فقد هلك سعيد، ولهذا نقول الوطن لمن يعمل له لا لمن يعمل عليه..!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :