facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




درس بليغ من الهاشمية .. حين يتوقف حفل التخرج احترامًا لنداء السماء


أ.د احمد منصور الخصاونة
07-07-2025 01:44 PM

في الوقت الذي ينشغل فيه كثيرون بزخارف الحفلات ومظاهر البهرجة، قدّمت الجامعة الهاشمية درسًا بليغًا في الإيمان والانتماء والهوية، حين أوقفت حفل تخريج طلبتها مؤقتًا لرفع أذان المغرب، احترامًا لحرمة الوقت وتقديرًا لشعيرة الصلاة. مشهد مهيب ومعبّر عن أصالة القيم وروح المسؤولية، تجسد في صورة مشرقة تعكس عمق الانتماء للهوية الإسلامية وأصالة الانتماء الوطني.

وليس هذا السلوك بغريب على جامعة تحمل اسمًا عزيزًا هو «الهاشمية»، الاسم الذي يرتبط بسيرة آل البيت الأطهار، ويتزين بالإرث القيمي والروحي الرفيع الذي يحملونه. فالجامعة الهاشمية جسدت بذلك رسالة تربوية بليغة لطلبتها وأهاليهم، بأن العلم مهما علا، فإنه لا يعلو على نداء الإيمان، وأن النجاح الحقيقي هو في الجمع بين الدين والدنيا، والاعتزاز بالهوية مع الانفتاح على المستقبل.

كما أن هذه اللفتة الكريمة ليست بغريبة على عمادة شؤون الطلبة، التي ما فتئت تثبت عامًا بعد عام تفوقها وإبداعها في الإعداد لحفلات التخرج، وإخراجها بأبهى صورة تنظيمية وحضارية تليق بمقام الجامعة وطلبتها وأسرهم. لقد نجحت العمادة في تحويل حفلات التخرج إلى محطات لا تُنسى في ذاكرة الطلبة، تزدان بالهيبة والوقار، والفرح المشروع، والانضباط الراقي، مما يعكس احترافية في الإدارة، وحرصًا على تقديم صورة مشرفة عن الجامعة أمام المجتمع المحلي والوطني.

إن وقفة الأذان في حفل التخرج ليست تفصيلًا عابرًا، بل رسالة رمزية عميقة بأن مؤسساتنا الأكاديمية تستطيع أن تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأن تخرج أجيالًا تعتز بإيمانها وقيمها وهي تمضي نحو بناء المستقبل بخطى واثقة. لقد كان ذلك الموقف رسالة وطنية وأخلاقية، تؤكد أن جامعاتنا قادرة على أن تكون منارات علم وإيمان معًا، تصنع الفارق في نفوس الشباب وتمنحهم القدوة الحسنة.

كل الشكر والتقدير لإدارة الجامعة الهاشمية وعمادة شؤون الطلبة وكوادرها كافة، على ما يقدمونه من نموذج مضيء في الإدارة الناجحة والرؤية المتوازنة، التي تزاوج بين الكفاءة المهنية العالية والقيم الإنسانية الرفيعة، بين دقة التنظيم وروح التواضع، بين فرح الإنجاز وهيبة الانضباط. لقد أثبتم، من خلال جهودكم المتواصلة، أن العمل المؤسسي حين يُبنى على أسس واضحة من الالتزام والإخلاص، يصبح قادرًا على تقديم صورة مشرّفة تليق بصرح علمي كبير كالجامعة الهاشمية، التي لطالما كانت منارة للفكر والمعرفة، ومؤسسة وطنية ترفد الوطن بالكفاءات والمبدعين.

إن ما لمسناه في حفل التخرج من تنظيم رفيع، وتفاصيل دقيقة تُعلي من قيمة الطالب، وتُشعر ولي الأمر بالفخر، وتمنح أعضاء هيئة التدريس حقّهم من التقدير، يعكس فلسفة إدارية ناضجة، تؤمن بأن الجامعة ليست فقط مكانًا للتعليم، بل بيئة متكاملة لصناعة الإنسان الواعي، المسؤول، المؤمن برسالته تجاه وطنه ومجتمعه.

فحفل التخرج لم يكن مجرد مناسبة احتفالية عابرة، بل كان لوحة مشرقة تختصر مسيرة من العمل والجد، وتحمل في تفاصيلها رسائل صامتة تعبّر عن الانتماء، والتقدير، والعرفان، وتترجم شعار الجامعة الأصيل: "في خدمة العلم والوطن والإنسان". شكرًا من القلب لكل من ساهم في إخراج هذا الحفل بالشكل الذي يليق بالجامعة الهاشمية، إدارة وعمادة وكوادر، فبكم ترتقي المؤسسات، وبعزيمتكم يُصنع الفرق، وبقيادتكم الحكيمة تبقى هذه الجامعة عنوانًا للفخر، ونموذجًا مضيئًا في سماء التعليم العالي في الأردن.

حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة، وجامعاته التي كانت وما زالت منارات للعلم والمعرفة، وأدام على هذا الوطن الطيب نعمة الأمن والإيمان، والرفعة والازدهار، والسؤدد والكرامة. نسأل الله أن تبقى راية العلم والعمل والتقوى مرفوعة خفاقة في كل محفل، وأن يظل هذا الحمى الهاشمي شامخًا بعزيمة أبنائه، مزدهرًا بعلم علمائه، ومحصنًا بوحدة صفه وولائه لقيادته.

دام الأردن قويًا آمِنًا، ودامت رايات المجد ترفرف في سمائه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :