عمون - أطلق مجموعة من الشباب المبادرون في الأغوار الشمالية ودير علا مبادرة بعنوان "صوتك اقوى" تعنى بصناعة المحتوى الهادف والتركيز على التوعية والتثقيف من خلال ورشات اقيمت على مدى ١٢ ساعة تدريبية لعدد من الشابات اليافعات من عمر ١٢ إلى عمر ١٧ من شأنها تحويل الافكار الإيجابية إلى مشاريع على أرض الواقع تنمي القدرة على التغيير للأفضل والحد من العنف.

وتأتي هذه الفكرة ضمن مشروع "متحدون" لمواجهة العنف اثناء وما بعد جائحة كورونا الممول من صندوق الامم الاستنمائي.

وتحدثن بعض المشاركات عن تجربتهن الخلاقة التي أضافت لهن الكثير بحسب آراءهن..

حيث وصفت العنود عمر نعيمي تجربتها الملهمة في تحويل موهبتها في الرسم إلى وسيلة لصناعة محتوى هادف، يُسهم في الحد من العنف ضد الفتيات والنساء.

وقالت: "لطالما كان الرسم طريقتي للتعبير عن مشاعري، لكن من خلال مشاركتي في مبادرة 'صوتك أقوى'، تعلمت كيف أُحوّل هذه الموهبة إلى رسالة انسانية و كيف أستخدم الألوان والخطوط والرموز للتعبير عن قضايا حساسة، مثل العنف النفسي والجسدي واثرهما السلبي، وكيف بالإمكان أن اطوع معرفتي بنشر رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تساهم بالحد من هذه الأساليب،لتصل إلى أكبر عدد من الناس."

وأشارت بأن صناعة المحتوى المرئي باستخدام الرسم جعلتها تشعر بأنها تؤدي دورا حقيقيا في التغيير، خاصة عندما بدأت تتلقى رسائل دعم من فتيات تأثرن بما تنشره.

وأضافت: "لقد رأيت أن صوتي ليس فقط في كلماتي، بل أيضًا في رسوماتي... وكل لوحة رسمتها أصبحت صرخة ضد الصمت."لقد اصبحت اشعر اليوم بأني "فنانة وصانعة محتوى من أجل العدالة ولا شيء غير العدالة ،أؤمن بأن الفن يمكن أن يكون أداة قوية للتأثير المجتمعي والتغيير الإيجابي.

مشاركتي في مبادرة "صوتك أقوى" لليافعات كانت تجربة غنية وغيرت الكثير في نظرتي للعنف ضد المرأة.

وقالت المتدربة جنى اياب ياسين "خلال هذه المبادرة، تلقيت تدريبات في صناعة المحتوى والرسم كوسائل للتعبير عن العنف الذي قد تتعرض له الفتيات والنساء في مجتمعنا. تعلمت كيف يمكن للكلمات والصور أن تكون أدوات قوية للتوعية والتغيير. لم يكن الهدف فقط أن نرسم أو نكتب، بل أن نحمل رسالة و توصل صوت من لا صوت لها.

وتابعت حديثها: لقد كانت ورش العمل مليئة بالنقاشات الهادفة، حيث شاركتنا كل واحدة منا أفكارها وتجاربها ومشاعرها. تعلمت كيف أستخدم الرسم للتعبير عن الألم، وعن القوة أيضًا. وكيف يمكن لفيديو قصير أو منشور بسيط على وسائل التواصل أن يفتح نقاشا مهما أو يمد يد العون لفتاة في مكان ما تشعر بأنها وحيدة وبحاجة للمساعدة .

وأضافت: هذه التجربة منحتني الثقة بأن لي صوتًا، وأن الفن والمحتوى يمكن أن يكونا وسيلتين فعالتين للحد من العنف ونشر الوعي.

"صوتك أقوى" كانت أكثر من مبادرة، كانت مساحة آمنة... ومساحة للتعبير.

المدربة رفقة نبيل اشجي، مدربة صناعة المحتوى، قالت عن تجربتها في تدريب اليافعات ضمن مبادرة "صوتك أقوى"، أن التجربة كانت ملهمة ومليئة بالأمل.

خلال الورش، لم أكن فقط أُدرّب، بل كنت أتعلم أيضًا من كل مشاركة. شاهدت كيف تحولت الأفكار والمشاعر إلى محتوى هادف وقوي، سواء كان منشورًا، أو سيناريو لفيديو، أو حتى فكرة لحملة توعية.

اليافعات أظهرن وعيًا عاليًا وشجاعة في التعبير عن قضايا حساسة، وهذا منحني شعورًا حقيقيًا بأن التغيير ممكن."

وختمت ان استخدام صناعة المحتوى كأداة للتعبير عن قضايا العنف ضد المرأة ساعد المشاركات على امتلاك أدوات جديدة للتعبير والمواجهة، وجعل أصواتهن أكثر حضورًا وتأثيرًا في مجتمعاتهن.

"فخورة بأنني كنت جزءًا من هذه الرحلة، وسعيدة أن أرى جيلاً واعيًا يملك القدرة على التعبير بجرأة ووعي يذكر ان مبادرة "صوتك اقوى" هي احدى مبادرات شباب مبادورن ضمن مشروع "متحدون" التابع لجمعية معهد تضامن نساء الاردن.